تقارير وتحليلات

وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية.. دعوات دولية لإعادة فتح الممر الطبي بين غزة والضفة

مع استمرار توغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وتصاعد العمليات البرية، أعربت عشرات الدول الغربية عن قلقها العميق حيال الوضع الإنساني في القطاع ودعت إسرائيل إلى إعادة فتح الممر الطبي بين غزة والضفة الغربية المحتلة لتسهيل علاج المرضى وتقديم المساعدات الطبية الضرورية.

وجاءت الدعوات في بيان مشترك أصدرت نسخته كندا، أكدت فيه الدول الموقعة على أهمية السماح باستئناف عمليات الإجلاء الطبي من غزة وتوفير العلاج للمرضى الذين يعانون نقصًا شديدًا في الرعاية الصحية بسبب الحصار المستمر منذ مايو الماضي.

وشملت قائمة الدول الموقعة النمسا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وبولندا، ليصل عدد الموقعين إلى أربع وعشرين دولة، في حين لم تشارك الولايات المتحدة في البيان.

وأوضح البيان أن هذه الدول تسعى أيضًا إلى رفع القيود المفروضة على نقل الأدوية والمعدات الطبية إلى القطاع، مشيرة إلى أن استمرار الحصار يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.

وأكدت وكالات الإغاثة الدولية أن النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار، وأن الأدوية والمستلزمات الأساسية لم تصل منذ عدة أشهر، في وقت تشهد فيه المستشفيات نقصًا شديدًا في الموارد البشرية والمعدات الطبية.

وأفادت التقارير بأن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون التخصصي اضطرّا لإخلاء مرضاهما وإغلاق أبوابهما، فيما تعمل فرق طبية متبقية في ظروف صعبة للغاية.

على الصعيد الميداني، أفادت مصادر صحفية بأن الدبابات الإسرائيلية توغلت في عدة أحياء بمدينة غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وسط قصف عنيف وانفجارات وأصوات إطلاق نار متواصل.

وأظهرت الصور التي تم توثيقها تقدم الدبابات غرب المدينة في منطقة مخيم الشاطئ، وكذلك جنوب الجامعة الإسلامية، مما يدل على أن القوات الإسرائيلية توسعت في عمق القطاع منذ بدء الهجوم البري.

وقد أثار هذا التوغل انتقادات واسعة على المستويين المحلي والدولي، إذ يعتبر جزءًا من مخاطر كبيرة تهدد المدنيين المحتجزين في المناطق المكتظة بالسكان.

في الداخل الفلسطيني، لا يزال مئات الآلاف من السكان غير قادرين أو غير راغبين في النزوح جنوبًا كما طلب الجيش الإسرائيلي، ما يزيد من التعقيدات الإنسانية ويضاعف من حجم الكارثة. وفي الوقت نفسه، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير مستقل أن هناك مؤشرات على ارتكاب إسرائيل لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في غزة، وهو ما وصفته بعض الجهات الدولية بأنه قد يصل إلى مستوى الجرائم الجماعية، فيما نفت الحكومة الإسرائيلية هذه الاتهامات بشدة.

على صعيد المساعدات الدولية، عرضت الدول الغربية تقديم طواقم طبية ومعدات ومساعدات مالية لدعم القطاع الصحي في غزة، لكن استمرار الحصار ورفض إسرائيل السماح بوصول هذه المساعدات يعقد الجهود الإنسانية.

وأكدت الطبيبة البريطانية الأسترالية سايا عزيز العاملة في مستشفى الشفاء أنها تواجه صعوبة كبيرة في علاج الجرحى بسبب نقص الأدوية والمعدات، مشيرة إلى أن حتى نقل المرضى إلى جنوب القطاع لن يحل المشكلة بسبب نقص الموارد هناك.

وفي ظل هذه التطورات، تتواصل دعوات المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للسماح بمرور المساعدات الطبية وإنهاء القيود المفروضة على القطاع، في وقت يعاني فيه المدنيون الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، وسط تصاعد العمليات العسكرية وتدمير البنية التحتية الحيوية، وهو ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية ويضع سكان غزة في موقف خطر شديد يحتاج لتدخل عاجل لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى