تقارير وتحليلات

هل بدأ سيناريو إسقاط خامنئي؟ .. إسرائيل وواشنطن تفتحان النار على رموز النظام الإيراني

وسط تصعيد غير مسبوق، تتسارع وتيرة التحركات العسكرية والسياسية لإسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران، لتتجاوز ضربات الردع التقليدية وتقترب، كما يبدو، من هدف استراتيجي جديد: إسقاط النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي.

في تطور نوعي لافت، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن ضربات اليوم الاثنين استهدفت ما وصفه بـ”الرموز المركزية للنظام”، موضحًا أن العملية لم تقتصر على منشآت نووية أو عسكرية، بل طالت سجن إيفين الشهير ومقرات الباسيج والأمن الداخلي للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب ساعة “تدمير إسرائيل” في ساحة فلسطين وسط طهران، في إشارة رمزية لافتة.

تحول استراتيجي
وحسب صحيفة “معاريف” العبرية، فإن توسيع “بنك الأهداف” بهذا الشكل يعكس تحولًا استراتيجيًا جديدًا، من استهداف القدرات العسكرية إلى زعزعة رموز السلطة والسيطرة، ما يشير ضمنًا إلى رغبة إسرائيلية معلنة في تقويض هيبة النظام الإيراني.

رغم أن إسرائيل لم تُعلن رسميًا نيتها إسقاط النظام، فإن تصريحات كاتس نفسه لم تنفِ أن “تغيير النظام” هو “نتيجة مرغوبة”، ما يعكس حدود ما يُقال دبلوماسيًا، وما يُنفذ عسكريًا.

ترامب يتحدث بصراحة
في الولايات المتحدة، تصاعدت لهجة الخطاب كذلك، حيث استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصته المفضلة “تروث سوشيال” ليكتب:

“إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزًا عن جعل إيران عظيمة مجددًا.. فلماذا لا نغيّره؟”

وفي تصريحات لاحقة، وصف ترامب المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه “هدف سهل”، لكنه أضاف: “لن نقتله.. على الأقل ليس الآن.”

تزامن ذلك مع تأكيد البيت الأبيض على أن الضربات الجوية الأمريكية دمرت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية بالكامل، مستخدمة قاذفات B-2 الشبحية وقنابل خارقة للتحصينات.

وقال ترامب:

“الدمار هو الكلمة الدقيقة لوصف ما حدث للمواقع النووية.”

نتنياهو: النظام ضعيف والتغيير قادم
في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح:

“تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة حتمية، النظام ضعيف للغاية ولا يستطيع الصمود أمام هذه الضغوط.”

هذا التصريح، رغم صراحته، جاء في سياق تناقض أمريكي-إسرائيلي واضح؛ فبينما تظهر واشنطن ترددًا في الإعلان عن نية إسقاط النظام، تمضي إسرائيل في فتح الأهداف واحدة تلو الأخرى.

تحذيرات أوروبية
وفي رد فعل دولي، حذر الخبير الألماني إيكارت وورتز، رئيس المعهد الألماني للدراسات العالمية، من مغبة التفكير في “تغيير النظام بالقوة”، معتبرًا ذلك “انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية”، ومحذرًا من تداعيات فوضوية مماثلة لما حدث في ليبيا أو اليمن.

وقال وورتز:

“القصف وحده لم يُسقط نظامًا قط في التاريخ الحديث، ولن تكون إيران الاستثناء. لا توجد داخل إيران حركة تمرد قادرة على استلام السلطة.”

وأشار إلى أن تغيير الأنظمة يتطلب اجتياحًا بريًا، وترتيبات سياسية طويلة الأمد بدعم داخلي وخارجي، مستشهدًا بحالة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

نهاية اللعبة؟
تشير كل المعطيات إلى أن التحالف الأمريكي-الإسرائيلي قد غيّر قواعد الاشتباك، فالضربات لم تعد للردع، بل لتفكيك البنية السياسية للنظام.
ومع كل قصف جديد، وتصريح سياسي صريح، تزداد القناعة بأن سيناريو “إيران بلا خامنئي” لم يعد مجرد فكرة… بل احتمال موضوع بجدية على طاولة ترامب ونتنياهو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى