مواهب شابة تضيء سماء دراما رمضان 2025.. حين يكتب الإبداع أسماء جديدة في سجل النجومية

وسط زحام الأضواء وتنافس الكبار، بزغت مواهب شابة هذا العام بصمتها الخاصة في دراما رمضان 2025، إذ لم تكن مجرد وجوه عابرة أو محطات مؤقتة، بل نجحت في خطف الأنظار وصناعة حالة فنية استثنائية، تحمل في طياتها نضجًا واحترافية تَعِدُ بمستقبل مشرق للدراما المصرية.
هؤلاء الفنانون لم يكتفوا بأداء الأدوار، بل أضفوا عليها روحًا من الصدق والعمق جعلتهم في صدارة المشهد الرمضاني، وكأنهم جاءوا ليؤكدوا أن الساحة تتسع لجيل جديد يحمل شعلة الإبداع.
ياسمينا العبد.. انكسارات الروح في “لام شمسية”
لم تكن ياسمينا العبد مجرد وجه جديد في عالم الدراما، بل موهبة صقلت نفسها عبر تجارب متنوعة امتدت من السينما إلى الدراما العالمية. في “لام شمسية”، ارتدت قناع “زينة”، الفتاة التي تواجه عاصفة من الأسئلة والشكوك بعدما تتبدل حياتها رأسًا على عقب إثر اتهام والدها، الأستاذ الجامعي، بجريمة تهز أركان حياتها. بخطوات ثابتة وأداء ناضج، جعلت العبد من هذا الدور منعطفًا جديدًا في مسيرتها، حيث غاصت في أعماق الشخصية، لتخرج بمشهد درامي تتردد أصداؤه في أذهان المشاهدين حتى بعد انتهاء الحلقات.

معتز هشام.. الحلم والتمرد في “ولاد الشمس”
معتز هشام، الذي اعتاد أن يسير بخطوات هادئة ولكن واثقة في طريق الفن، قدم هذا العام شخصية “قطايف” في “ولاد الشمس”، الشاب اليتيم الذي يواجه قسوة الحياة داخل دار أيتام، حتى يجد نفسه في مفترق طرق، بين الخضوع للواقع أو التمرد عليه. بحضور طاغٍ وأداء يفيض بالمشاعر المتضاربة، استطاع هشام أن يرسم شخصية حية، لا تلبث أن تخرج من الشاشة لتسكن وجدان المشاهدين، خصوصًا في مشهد النهاية الذي ترك أثرًا عميقًا في القلوب.

أحمد عبد الحميد.. صرخة الصامتين في “ظلم المصطبة”
في “ظلم المصطبة”، يختبر أحمد عبد الحميد عمق التناقضات البشرية من خلال شخصية “بوجي”، المؤذن الذي يحاول التشبث بمبادئه في مواجهة الطغيان. لم يكن هذا الدور مجرد اختبار لمهاراته التمثيلية، بل كان انعكاسًا لقدرة استثنائية على نقل المشاعر عبر نظرات صامتة وحركات محسوبة، جعلت الجمهور يرى في شخصيته مرآة لواقع قاسٍ. إشادة النقاد لم تكن سوى ترجمة لحقيقة واضحة: عبد الحميد نجم يولد من رحم التفاصيل الدقيقة.

عبد الرحمن محمد.. بهجة غير متوقعة في “النص”
في زمن تتصارع فيه الدراما بين الجدية المطلقة والكوميديا المفتعلة، جاء عبد الرحمن محمد ليقدم لونًا مختلفًا، إذ استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين دون أن يفقد عمق الشخصية التي يجسدها.
وفي “النص”، كان “زقزوق” شخصية مرحة تحمل في داخلها حزنًا دفينًا، فتراقص بين خفة الظل والتراجيديا في أداء سلس وطبيعي. زملاؤه في العمل لم يترددوا في الإشادة به، ليؤكدوا أنه موهبة لم تولد صدفة، بل هي نتاج اجتهاد وشغف حقيقي بالفن.

دراما جديدة.. وجيل واعد
لم يكن تألق هؤلاء الشباب مجرد ضربة حظ، بل هو نتاج رحلة طويلة من التحضير والتحدي، ليثبتوا أن الدراما المصرية قادرة على تجديد نفسها، وإفساح المجال لنجوم يكتبون بداية عصر جديد من الإبداع. ومع كل مشهد أبدعوا فيه، لم يكونوا مجرد ممثلين على الشاشة، بل كانوا أرواحًا تحكي قصصًا، ومواهب تحمل شعلة الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا للدراما العربية.