مهرجانات الشتائم والردح تغزو الشارع المصري.. ونقابة الموسيقيين عاجزة عن التحرك
تحوّلت بعض أغاني المهرجانات مؤخرًا من حالة فنية مثيرة للجدل إلى ساحة فجّة لتبادل السباب والشتائم والخوض في الأعراض، في مشهد صادم بات يقتحم بيوت المصريين دون استئذان، وسط حالة من الغضب الشعبي ومطالبات بالتحرك الفوري لوأد هذا الانحدار الأخلاقي قبل أن يتحول إلى “كارثة مجتمعية”.
وفي قلب هذه الأزمة، خرج فريق يُطلق على نفسه اسم “تيم الإبداع” مكوّن من هادي الصغير ومصطفى الجن، بعدد من الأغاني التي لا يمكن وصفها سوى بـ”المعركة السوقية”، إذ وجّه الثنائي سيلاً من السباب والإهانات إلى مطرب يدعى فارس سكر، مستخدمين ألفاظًا خادشة للحياء وعبارات منحطة لا تمت للفن أو حتى للغة الشارع الراقي بأي صلة.
ولم يتأخر رد فارس سكر، بل اختار نفس السلاح، وطرح بدوره أغانٍ تفيض بالشتائم والألفاظ القذرة، في مشهد أشبه بـ”ساحة ردح إلكترونية” تصدّرت تريندات مواقع الموسيقى، وسط غياب واضح للرقابة ومحاسبة المتجاوزين.
هذا الانفلات اللفظي والفني دفع نقيب الموسيقيين، الفنان مصطفى كامل، إلى إطلاق تحذير شديد اللهجة، مؤكدًا أنه تقدم بمذكرة عاجلة إلى وزير الثقافة، كشف خلالها أن غالبية هؤلاء المؤدين لا يحملون أي صفة رسمية داخل النقابة، ومع ذلك يُسيئون لسمعتها ويشوّهون صورة الفن المصري أمام الرأي العام.
وأكد كامل أن النقابة لا تتهاون مع أي عضو يتورط في نشر بذاءات لفظية، مشيرًا إلى أن من يثبت تجاوزه يُشطب فورًا، لكن المعضلة الحقيقية تكمن فيمن يغنون خارج الإطار النقابي، ويجدون في منصات يوتيوب وتيك توك ملاذًا آمنًا لنشر القاذورات الغنائية دون رادع.
وطالب نقيب الموسيقيين بتدخل رسمي من وزارة الثقافة والجهات الرقابية لفرض السيطرة على هذا الانفلات غير المسبوق، معتبرًا أن ما يحدث حاليًا “إهانة لفكرة الفن، وعدوان صريح على الذوق العام”.
