من هوليوود إلى مهرجانات أوروبا.. السينما العالمية تنتفض ضد الإبادة في غزة

بعد عقود من الصمت المطبق الذي التزمته صناعة السينما العالمية تجاه القضية الفلسطينية، جاءت مشاهد الدم والدمار في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 لتكسر هذا الجمود وتدفع بنجوم عالميين ومؤسسات سينمائية كبرى لاتخاذ مواقف غير مسبوقة ضد الحكومة الإسرائيلية.
في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ سنوات، وقّع أكثر من 1800 فنان وممثل ومنتج، بينهم أسماء بارزة في هوليوود، على تعهد بعدم التعاون مع أي مؤسسة سينمائية إسرائيلية متورطة في دعم العدوان أو تبريره.
المبادرة التي حملت اسم Film Workers for Palestine نُشرت عبر رسالة مفتوحة في صحيفة ذا جارديان البريطانية، وأكد الموقعون أنها جاءت في “لحظة حرجة” حيث تسمح الحكومات بمجازر في غزة، داعين إلى رفض أي تواطؤ مع نظام الفصل العنصري.
من أبرز الأسماء: إيما ستون، يورجوس لانثيموس، أوليفيا كولمان، مارك رافالو، ريز أحمد، خافيير بارديم، وسينثيا نيكسون. وأوضح البيان أن المقاطعة موجهة إلى المؤسسات لا الأفراد، في استجابة مباشرة لنداء السينمائيين الفلسطينيين، مشبّهين تحركهم الحالي بحملة مقاطعة المؤسسات الثقافية في جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري.
المهرجانات ترفع صوتها
الصحوة لم تقتصر على النجوم، بل امتدت إلى كبرى المهرجانات العالمية. ففي مهرجان فينيسيا السينمائي، وقّع أكثر من 250 سينمائيًا على رسالة بعنوان Venice4Palestine دعوا فيها إلى موقف أخلاقي من الإبادة في غزة، مؤكدين أن السينما لا يمكن أن تنفصل عن الألم الإنساني.
كما شهد المهرجان عرض فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي تناول قصة الطفلة الفلسطينية هند التي استشهدت في يناير 2024. الفيلم الذي حظي بدعم *براد بيت وخواكين فينيكس كمنتجين تنفيذيين، لاقى تصفيقًا استمر 22 دقيقة، وفاز بـ جائزة الأسد الفضي.
أما مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا**، فقد أصدر بيانًا رسميًا هو الأشد لهجة، جاء فيه: *نعلن رفضنا للإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني… إنهم يقتلون المدنيين، يمنعون المساعدات، ويدمرون غزة بالكامل. كل هذا الرعب لا يطاق. الصمت خيانة لقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.”
مواقف فردية مؤثرة
المواقف الفردية للنجوم منحت هذه الصحوة زخمًا أكبر. فقد نشرت أنجلينا جولي صورة لمجزرة جباليا وعلّقت: “غزة تحولت إلى مقبرة جماعية.. 40% من القتلى أطفال.”، بينما دعا مارك رافالو إلى وقف فوري لإطلاق النار وهاجم سياسات الاحتلال، فيما قدّم المغني الشهير ذا ويكند* تبرعات لدعم الهلال الأحمر الفلسطيني.
لكن هذه المواقف لم تمر دون ثمن، إذ دفعت الممثلة ميليسا باريراثمن تأييدها لفلسطين باستبعادها من سلسلة أفلام Scream، ما عكس حجم الضغوط التي يتعرض لها النجوم الداعمون للقضية.
بهذا، يبدو أن السينما العالمية بدأت تخلع عباءة الصمت*، لتتحول من أداة ترفيهية إلى منبر احتجاج إنساني، يضع إسرائيل تحت مزيد من العزلة، ويمنح القضية الفلسطينية صدىً جديدًا في قلب الثقافة العالمية.