تقارير وتحليلات

مفاوضات على حافة الهاوية.. غارة الدوحة تهدد بانهيار محادثات غزة فهل تنجح مصر في إنقاذ الصفقة؟

اجمع محللون سياسيون على أن محاولة اغتيال وفد حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تشكل نقطة تحول خطيرة في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

الهجوم الذي وصفه البعض بـ”قمة النار”، يهدد بانهيار كامل لجهود الوساطة، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي المتوتر بالفعل. لكن في خضم هذا التصعيد، يبرز الدور المصري كخيط أمل وحيد لإنقاذ المفاوضات والوصول إلى حل ينهي الأزمة.

“قمة النار” تخمد جذوة المفاوضات
“هذه العملية قضت على آخر فرص التفاوض، على الأقل في الوقت الحالي.” بهذه الكلمات، لخص الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، تأثير الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر وفد حماس في الدوحة، أثناء مناقشته لمقترح أمريكي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين.

ويرى أبو شامة أن هذا التصعيد يضع الوسطاء، وفي مقدمتهم مصر وقطر، في موقف بالغ الصعوبة، خاصة مع التهديد الإسرائيلي الصريح باستهداف قادة الحركة في أي مكان.

من جانبه، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، الضربة بأنها “سلوك صادر عن ‘إسرائيل الكبرى’ التي يتحدث عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، وهي تلك السطوة التي تتيح له تنفيذ عمليات قصف في أي مكان.

وأرجع الرقب هذا الاستهداف إلى إمكانية موافقة حماس على المقترح الأمريكي بعد إجراء تعديلات بسيطة، مثل المطالبة بضمانات أمريكية بوقف كامل للحرب.

هل يمكن للمفاوضات أن تعود إلى المسار؟
رغم كل هذه التعقيدات، لا يستبعد المحللون إمكانية استئناف المفاوضات. يرى أبو شامة أن فكرة عودة المفاوضات بضمان أمريكي بعدم استهداف قادة حماس “طرح وارد”، ولكنه يتساءل في الوقت نفسه عن الرغبة الإسرائيلية الحقيقية في التفاوض.

ويعتقد أن حكومة نتنياهو تستغل المفاوضات كدعاية إعلامية، وأنها لا تنوي إيقاف الحرب، خاصة في ظل وجود إدارة أمريكية تتماهى مع مشروع “إسرائيل الكبرى” وتمنح نتنياهو تفويضًا مطلقًا.

في المقابل، يرى الدكتور أيمن الرقب أنه إذا تأكد نجاة وفد حماس، فإن الأمور ستعود بعد أيام أو أسابيع إلى مسار المفاوضات، مرة أخرى بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية.

ويؤكد أن إسرائيل قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء باستهدافها وفد حماس في قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية (العديد).

دور مصري محوري وتداعيات إسرائيلية
يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن انتهاك السيادة القطرية له ثمن باهظ وقد يورط الولايات المتحدة في هذه الجريمة.

ويرى أن التداعيات لن تقتصر على ذلك، بل ستشمل أيضًا الداخل الإسرائيلي، الذي يضغط من أجل إتمام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين.

ويؤكد أنور أن الحل العسكري فشل في تحقيق هذا الهدف، وأن الضغط العسكري لا يجدي نفعًا مع المقاومة. لذلك، يرى أن الحل الوحيد يكمن في التوافق برعاية مصرية.

ويتوقع أن يتنامى الدور المصري في الفترة المقبلة لتنسيق المفاوضات مع الجناح العسكري لحماس، وأن تكون هناك أخبار جيدة بشأن صفقة المحتجزين وإنهاء العدوان في الأيام القادمة.

فشل الحل العسكري يفتح الأبواب للدبلوماسية
يؤكد الدكتور أنور أن سياسة الاغتيالات والحرب النفسية فشلت مرارًا وتكرارًا في وقف المقاومة، مشيرًا إلى اغتيال قادة مثل الشيخ أحمد ياسين وياسر عرفات دون أن تتوقف المقاومة.

ويرى أن هذا الفشل يدفع الداخل الإسرائيلي إلى التساؤل عن جدوى العمليات العسكرية التي لا تحقق أهدافها. ويختتم أنور بأن هذه التطورات قد تؤدي إلى تحالفات جديدة وتغيير في حسابات بعض القوى، ما يصب في مصلحة الحل الدبلوماسي الذي تقوده مصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى