مفاجأة مناخية في يوليو.. الأرصاد تحذر من أمطار رعدية ورياح مثيرة للأتربة بأقصى جنوب مصر

في تحذير من نوع جديد وغير مألوف في هذا التوقيت من العام، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن فرص لسقوط أمطار متفاوتة الشدة، قد تكون رعدية أحيانًا، بدءًا من مساء غد الأربعاء، تضرب عددًا من المناطق في أقصى جنوب البلاد، تشمل أبو سمبل، أسوان، حلايب، وشلاتين.

وذكرت الهيئة، في بيان رسمي اليوم، أن الحالة الجوية قد يصاحبها نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة نتيجة الهواء الهابط من أسفل السحب الرعدية، إلى جانب ارتفاع طفيف في درجات الحرارة يتراوح بين 2 و3 درجات مئوية على أغلب الأنحاء، لتسجل السواحل الشمالية بين 31 و32 درجة، والقاهرة بين 37 و38، بينما تصل الحرارة في جنوب البلاد إلى 43 درجة.

تغير مناخي أم ظرف استثنائي؟
من جانبه، قلل الدكتور ماهر عزازي، استشاري البيئة والطاقة وتغير المناخ، من الربط بين الظاهرة الحالية والتغير المناخي، واعتبرها ظاهرة جوية طبيعية تحدث في هذا التوقيت أحيانًا نتيجة ظروف الضغط الجوي في مناطق الجنوب، مستشهدًا بحالات مماثلة تسببت سابقًا في سيول جرفت منازل.

لكن على النقيض، يرى الدكتور السيد صبري، استشاري التغيرات المناخية، أن مثل هذه الأحداث قد لا تكون مباشرة بفعل التغير المناخي، لكنها تحدث في سياق عام من الاضطراب المناخي المتسارع، مؤكدًا أن الاحتباس الحراري وتراكم الغازات الدفيئة يسهمان بشكل غير مباشر في زيادة تكرار هذه الظواهر.

خلل في التوزيعات الجوية
وفي تفسير علمي للظاهرة، أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن مصر تأثرت بمنخفض نادر في هذا التوقيت، صاحبته رطوبة مرتفعة ومنخفضات سطحية وعلوية، ما أدى إلى تكوّن سحب ركامية قوية ممطرة.

وشددت غانم على أن هذه الظواهر المناخية باتت تتكرر نتيجة لخلل في منظومة التوزيعات الضغطية بسبب التغير المناخي، مما غيّر من توقيتات وتأثيرات الأنظمة الجوية على البلاد، مؤكدة أن ما كان يُعد نادرًا أصبح متكررًا، لكنه لا يدعو للقلق على المدى القريب.

توصيات وتحذيرات
وأهابت هيئة الأرصاد بالمواطنين، خصوصًا في مناطق الجنوب، باتخاذ الحيطة والحذر خلال الأيام المقبلة، ومتابعة تحديثات الطقس الرسمية، في ظل احتمالات التغير المفاجئ في الظروف الجوية، خاصة في ظل التربة الجافة وضعف شبكات التصريف في بعض المناطق الجبلية.