سياحة و سفر

مصر تعلن عن معرض “كنوز الفراعنة” الأثري الضخم في روما أكتوبر المقبل

في خطوة لتعزيز الدبلوماسية الثقافية وتنشيط السياحة، أعلنت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، عن تنظيم معرض “كنوز الفراعنة” الأثري الكبير في العاصمة الإيطالية روما.

ومن المقرر افتتاح المعرض في أكتوبر القادم بقاعات “سكوديري ديل كويريناله” الإيطالية المرموقة، وذلك بالتعاون مع السفارة الإيطالية بالقاهرة والقاعة المضيفة.

كنوز فرعونية تسافر إلى قلب إيطاليا
يضم المعرض 130 قطعة أثرية مختارة بعناية من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن بالأقصر، بالإضافة إلى مجموعة من القطع المكتشفة حديثًا. يقدم المعرض لزواره تجربة فريدة، في رحلة استثنائية إلى قلب الحضارة المصرية القديمة، ليروي تاريخها العريق من بدايتها وحتى العصور المتأخرة. تشمل محاور المعرض الملكية، البلاط الملكي، المعتقدات الدينية، الحياة اليومية، الطقوس الجنائزية، والعالم الآخر.

من أبرز القطع التي ستعرض ولأول مرة في إيطاليا: التابوت الذهبي للملكة أحمس نفرتاري، والقناع الذهبي الجنائزي للملك أمنموب، وثلاثية الملك منكاورع، والتابوت الذهبي لتويا جدة الملك إخناتون، وقلادة الذباب الذهبي الأسطورية للملكة إياح حتب. كما سيخصص المعرض محورًا خاصًا لـ “المدينة الذهبية”، أحد أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة.

تأكيد على عمق العلاقات المصرية الإيطالية ودور المعارض الأثرية
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمتحف المصري بالتحرير، أعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن تقديره للتعاون المثمر مع الجانب الإيطالي، مؤكدًا على عمق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة في المجال الثقافي والأثري.

وأوضح الدكتور خالد أن المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج تلعب دورًا حيويًا كـ “جسر ثقافي” يعزز السياحة الثقافية إلى مصر ويزيد من أعداد الزوار. وأشار إلى أن مصر شهدت زيادة في أعداد السياحة الثقافية بنسبة 25% خلال العام المالي الحالي، نتيجة للجهود المبذولة في الاكتشافات الجديدة وترميم وتطوير المواقع والمتاحف.

المتحف المصري بالتحرير.. أيقونة مستمرة
شدد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أن اختيار المتحف المصري بالتحرير للإعلان عن المعرض يبعث برسالة واضحة بأن المتحف “سيظل أيقونة المتاحف المصرية وأم المتاحف وأهمها على الإطلاق”، حتى بعد افتتاح المتحف المصري الكبير في الثالث من يوليو القادم. وكشف عن خطة لإلقاء الضوء على المتحف بالتحرير، حيث سيشهد إضافة كافة المكتشفات الحديثة نتاج أعمال الحفائر لعرضها به.

الدبلوماسية الثقافية تعزز التقارب بين الشعوب
من جانبه، أكد السفير ميكيلي كاروني، سفير دولة إيطاليا بالقاهرة، أن الدبلوماسية الثقافية تعد أداة فعالة للتعبير بلغة إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية وتقرّب بين الشعوب. ووصف المعرض بأنه تجسيد حي لهذا المفهوم، مؤكدًا أن الروابط الثقافية المتجذرة بين مصر وإيطاليا ستستمر في النبض من خلال مبادرات مماثلة.

عام من العمل المشترك وموقع استثنائي
أشار الأستاذ مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن هذا المعرض يمثل ثمرة أكثر من عام من العمل المشترك والدؤوب مع الشركاء الإيطاليين، بما في ذلك شركة ALES – الذراع الثقافي لوزارة الثقافة الإيطالية، ومؤسسة Mondo Mostre.

وأضاف أن قاعات Scuderie del Quirinale، التي ستحتضن المعرض، تُعد من أرقى وأهم المواقع الثقافية في إيطاليا، وتحمل دلالة سياسية وتاريخية عميقة، مما يعبر عن الاحترام والتقدير الكبيرين للحضارة المصرية القديمة.

فخر إيطالي بالتعاون الثقافي
أعرب الدكتور فابيو تاليافيرّي، رئيس مجلس إدارة شركة ALES، عن فخر شركته بتنظيم هذا المعرض الكبير، مؤكدًا على الدور المحوري للثقافة في تعزيز العلاقات الدولية. كما توجه الدكتور ماتيو لافرانكوني، مدير قاعات Scuderie del Quirinale، بالشكر والامتنان لكافة القائمين على تنظيم المعرض، مشيرًا إلى مشاركة المتحف المصري بتورينو بقطعة مائدة إيزيس الشهيرة (Mensa Isiaca)، التي تجسد العلاقة التاريخية المتينة بين مصر وروما.

فرصة ممتدة لاستكشاف الحضارة المصرية
سيظل معرض “كنوز الفراعنة” مفتوحًا أمام الجمهور حتى مايو 2026، موفرًا فرصة ممتدة للتواصل مع ماضينا العريق. ويعد هذا المعرض ثاني أكبر معرض أثري يقام في إيطاليا بعد المعرض الذي استضافه قصر غراسي بمدينة البندقية بين عامي 2002 و2003.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى