شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة تطورًا عمرانيًا غير مسبوق، أسهم في تعزيز مكانتها السياحية على الصعيدين الإقليمي والدولي. هذا التطور ترافق مع مشاريع كبيرة في مجال البنية التحتية، بما في ذلك مشروعات الطرق الجديدة، وبناء المدن الذكية، والمنتجعات السياحية المتكاملة.
كما تم التركيز على تطوير محيط المواقع الأثرية لتوفير تجربة سياحية غنية للزوار، مما عزّز قدرة مصر على المنافسة في سوق السياحة العالمي.
يُعد الساحل الشمالي واحدًا من أبرز النماذج التي شهدت طفرة عمرانية في مصر، حيث وصف الدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية، المنطقة بأنها واحدة من أكثر المدن التي أسهمت في تنشيط السياحة. مشيرًا إلى أن الساحل الشمالي استقبل زوارًا من 104 جنسيات خلال العامين الماضيين، وسجلت الفنادق نسب إشغال مرتفعة خلال موسم الصيف.
هذا التطور العمراني كان جزءًا من الاستراتيجية المصرية لتنمية البنية التحتية، التي تهدف إلى تحسين الجودة وزيادة مقومات الجذب السياحي.
يؤكد المشاركون في مهرجان جوائز المعماريين العرب أن التطور العمراني بات أداة رئيسية لتعزيز الجذب السياحي، ليس فقط في مصر ولكن في العالم العربي بشكل عام. وأضافوا أن الهوية العمرانية الأصيلة قادرة على خلق منتج سياحي مبتكر ومنافس عالميًا، ما يستدعي تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال وتبادل الخبرات لبناء حلول عمرانية مبتكرة تتماشى مع التحولات الاقتصادية والتقنية العالمية.
شارك الدكتور عبدالخالق إبراهيم في فعاليات مهرجان جوائز المعماريين العرب بالقاهرة، الذي جمع عددًا من القيادات الهندسية والمعمارية، بالإضافة إلى خبراء في مجال السياحة. وتناول المهرجان تأثير التحولات الرقمية والاقتصادية على قطاعي العمارة والسياحة في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة التعاون العربي لصياغة نموذج حضاري موحد يعكس الهوية العمرانية العربية.
إلى جانب التطور العمراني في المدن الساحلية، تواصل الدولة المصرية تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، مثل تطوير الواجهات البحرية وتوسيع نطاق الخدمات الفندقية والترفيهية. هذه المشروعات تساهم في دعم أنماط سياحية جديدة، مثل السياحة المستدامة وسياحة المؤتمرات، وتُعد جزءًا من استراتيجيات الحكومة لتعزيز حضور مصر كمقصد سياحي عالمي يتسم بالاستدامة والتنافسية.
إن الاستثمارات في القطاع العمراني والبنية التحتية تلعب دورًا محوريًا في دعم القطاع السياحي في مصر، وتساهم في وضع البلاد على خريطة السياحة العالمية كمقصد جذاب. مع استمرار تنفيذ هذه المشروعات، يتوقع أن تحقق مصر مزيدًا من النجاحات في جذب الاستثمارات السياحية العالمية.
