فنون وثقافة

مسلسل “النُص”.. رحلة عبر الزمن وأزياء تروي حكايات القاهرة من 90 سنة

في قلب القاهرة القديمة، حيث تتداخل حكايات الماضي مع خيوط الحاضر، يأخذنا مسلسل “النُص” في رحلة ساحرة عبر الزمن، لنعيش أجواء ثلاثينيات القرن الماضي بكل تفاصيلها.

ولكن، هل تساءلتم يومًا كيف تم إحياء تلك الحقبة الزمنية بكل هذا الواقعية؟ الإجابة تكمن في الأزياء، تلك اللغة الصامتة التي تحكي حكايات الشخصيات وتعكس روح العصر.

ليلى ماجد: ساحرة الأزياء التي أعادت الزمن إلى الوراء!
وراء هذه الأزياء الساحرة تقف مصممة الأزياء المبدعة ليلى ماجد، التي كشفت لنا عن كواليس تحضير الأزياء والتحديات التي واجهتها في هذا العمل الضخم.

مسلسل "النُص".. رحلة عبر الزمن وأزياء تروي حكايات القاهرة من 90 سنة

رحلة بحث مضنية في أرشيف الماضي!
لم يكن تصميم الأزياء لحقبة الثلاثينيات مهمة سهلة، بل تطلب مجهودًا كبيرًا في البحث والتحضير. بدأت ليلى وفريقها رحلة البحث في الصور الأرشيفية القديمة، وكأنهم يبحثون عن كنوز مفقودة، لضمان أن تكون الأزياء مصرية خالصة، بعيدًا عن الطابع الأجنبي. ثم انتقلوا إلى مشاهدة الأفلام الصامتة وأفلام نجيب الريحاني، وكأنهم يدرسون كتب التاريخ، التي شكلت مرجعًا مهمًا في تصميم الملابس.

الأقمشة والإكسسوارات: البحث عن الإبرة في كومة قش!
لم يقتصر البحث على الصور والأفلام فقط، بل امتد إلى الأقمشة والإكسسوارات. كانت مرحلة البحث عن الأقمشة التي تناسب الفترة الزمنية هي الأصعب، وكأنهم يبحثون عن الإبرة في كومة قش، حيث حرصت ليلى وفريقها على اختيار الأقمشة التي تقرب الصور القديمة إلى الحقيقة.

مسلسل "النُص".. رحلة عبر الزمن وأزياء تروي حكايات القاهرة من 90 سنة

كما ذهبوا إلى شخص واحد فقط ما زال يمارس صناعة الطرابيش الحقيقية، وكأنهم يبحثون عن آخر حبات اللؤلؤ في عقد مفقود.

ولم تقتصر مهمة البحث على الأقمشة فقط، بل شملت أيضًا الاكسسوارات مثل الساعات والحقائب، التي جرى اختيارها بعناية لتبدو قديمة دون أن تكون متهالكة، وكأنهم يبحثون عن قطع أثرية في متحف مهجور.

تقسيم الطبقات الاجتماعية: لوحة فنية متكاملة الألوان!
اعتمد التحضير للأزياء على تقسيم الشخصيات وفقًا للطبقات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وكأنهم يرسمون لوحة فنية متكاملة الألوان. تم تقسيم الصور إلى طبقات مختلفة، سواء من السيدات أو الرجال، فهناك سيدات المناطق الشعبية، والهوانم، وسيدات الثورة النسائية، إضافة إلى البشوات، وعامة الشعب، وطبقة الخدم، وكأنهم يصنعون فسيفساء اجتماعية تعكس واقع العصر.

مسلسل "النُص".. رحلة عبر الزمن وأزياء تروي حكايات القاهرة من 90 سنة

شخصية “النُص”: ألف وجه وقناع!
كانت شخصية عبدالعزيز النُص التي يجسدها الفنان أحمد أمين هي الأكثر تعقيدًا في تصميم الأزياء، وكأنها لغز متعدد الأوجه. نظرًا للتحولات الكثيرة التي تمر بها الشخصية خلال الأحداث. احتاجت الشخصية إلى تصميم عدة إطلالات، بداية من زي الكمسري، ثم ملابس النشال التي استوحيناها من مذكرات النشالين، ثم ملابس الثراء التي ظهرت في صورة البدل الخاصة بتلك الفترة، وكأنهم يصنعون ألبوم صور لشخصية متعددة الهويات.

الشخصيات الثانوية: تفاصيل تصنع الفرق!
لم تقتصر التحديات على الشخصيات الرئيسية فقط، بل شملت أيضًا الشخصيات الثانوية مثل شخصية “درويش”، التي جسدها الفنان حمزة العيلي، وشخصية “رسمية”، التي جسدتها الفنانة أسماء أبو اليزيد، وكأنهم يصنعون لوحة فسيفساء متكاملة التفاصيل.

مسلسل "النُص".. رحلة عبر الزمن وأزياء تروي حكايات القاهرة من 90 سنة

رحلة مستمرة خلف الكاميرا: والعمل لا يتوقف!
بدأ التحضير للأزياء قبل التصوير بثلاثة أسابيع وما زال مستمرًا حتى الآن، وكأنهم في سباق مع الزمن، ما يعكس حجم التحديات التي واجهها فريق الأزياء لإخراج العمل بالشكل المطلوب، ليكون انعكاسًا حقيقيًا لعصر شهد العديد من التحولات الاجتماعية والثقافية.

في النهاية، يمكننا القول إن أزياء مسلسل “النُص” ليست مجرد ملابس، بل هي شهادة حية على إبداع فريق العمل، وقدرتهم على إعادة إحياء الماضي بكل تفاصيله، لتكون بمثابة نافذة نطل منها على عالم مضى، ولكنه ما زال حيًا في ذاكرة الفن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى