مرشح عمدة نيويورك زوهران مامداني يثير الجدل ويقترح تمويل التحول الجنسي للقاصرين بمبلغ 65 مليون دولار
أثار المرشح المحتمل لمنصب عمدة مدينة نيويورك زوهران مامداني، جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والاجتماعية الأمريكية، بعدما كشف عن اقتراح مثير للجدل يقضي بتخصيص 65 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب لتمويل علاجات طبية تتعلق بعمليات التحول الجنسي، بما في ذلك للقاصرين، وذلك ضمن منصته الانتخابية عقب فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يوم 24 يونيو 2025.
تمويل حكومي للرعاية الطبية العابرة للجنس
الاقتراح الذي تقدم به مامداني، العضو بمجلس ولاية نيويورك وعضو “الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا”، تضمن تمويل العلاجات المرتبطة بالتحول الجنسي مثل حاصرات البلوغ، والهرمونات، وحتى الجراحات التجميلية، للأطفال والبالغين على حد سواء.
كما يشمل التمويل:
دعم مقدمي الرعاية العامة الذين يقدمون هذه الخدمات.
خدمات الرعاية الصحية عن بُعد.
فتح تحقيقات بحق المستشفيات التي ترفض إجراء هذه العلاجات بزعم مخالفتها “للقوانين المدنية والولائية”، حسب وصفه.
وأكد مامداني أن هذا التوجه هو رد مباشر على ما وصفه بـ”هجمات” إدارة ترامب التي تسعى لتقييد العلاجات المرتبطة بالجندر، لا سيما بين القاصرين.
خلفية عن زوهران مامداني
ولد زوهران مامداني في كامبالا، أوغندا، بتاريخ 18 أكتوبر 1991، قبل أن يهاجر مع أسرته إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره. تخرّج من كلية بوادوين عام 2014، وعمل كـناشط في مجال السكن و”راب مونتير” قبل أن يدخل معترك السياسة.
انضم إلى الحزب الديمقراطي وإلى “الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا”، وتمكّن من الفوز بمقعد في المجلس الولائي لولاية نيويورك عام 2020، واشتهر بمواقفه التقدمية المؤيدة للعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
انقسام واسع وانتقادات حادة
الاقتراح أثار انقسامًا حادًا بين مؤيدي الحقوق العابرة للجنس الذين اعتبروه خطوة جريئة في طريق “العدالة الطبية”، وبين معارضين رأوا فيه تبديدًا للمال العام وتدخّلًا مفرطًا في المسائل الطبية الخاصة بالقاصرين.
عدد من السياسيين المحافظين عبّروا عن مخاوفهم من تأثير هذه الخطوة على النسيج الأسري والاجتماعي، بينما اعتبر نشطاء في مجال حماية الطفل أن تمويل عمليات تحوّل جراحي وهورموني للأطفال أمر “غير أخلاقي وخطير”.
هل يؤثر هذا على ترشحه لعمدة نيويورك؟
يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه السياسة المثيرة ستمنح مامداني دفعة قوية بين الناخبين التقدميين، أم ستُعتبر نقطة ضعف قد يستغلها خصومه المحافظون والإعلام المناهض لسياسات “اليسار الجديد”.
في كل الأحوال، يبدو أن انتخابات عمدة نيويورك المقبلة ستكون ساحة ساخنة للصدام بين الرؤى الليبرالية الجريئة والتوجهات التقليدية المحافظة، ومامداني سيكون بالتأكيد أحد أبرز وجوه هذا الصدام.
