مدينة “قطرية-مصرية” في علم الروم بتكلفة مليار 29 دولار.. تفاصيل صفقة الساحل الشمالي

بعد شهور من المفاوضات الشاقة داخل الغرف المغلقة، تظهر “صفقة علم الروم” للنور بشكلها الأخير اليوم، حيث يُتوقع توقيع عقد الشراكة التاريخي بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبين شركة الديار القطرية، باستثمارات ضخمة تصل لـ 29 مليار دولار داخل المشروع.
التحقيق يكشف عن تفاصيل الصفقة، التي وصفها مقربون منها بأنها “فريدة من نوعها”، وتؤسس لشراكة استراتيجية جديدة في قطاع التطوير العقاري والسياحي المصري.
رحلة مفاوضات معقدة: الأرض والسعر وآلية الشراكة
أكدت مصادر مطلعة أن المفاوضات كانت تدور حول محاور دقيقة تشمل موقع الأرض، والسعر، وآليات السداد، وكذا آليات الشراكة.
وبعد أشهر من الاجتماعات المكثفة، تم الاتفاق بشكل نهائي على اختيار موقع الأرض وآليات السداد.
وقالت المصادر: “يعتبر مشروع الشراكة الوحيد من نوعه الذي يضمن دخول عائد مستمر لوزارة الإسكان لمدى الحياة.”
هذا البند يمثل نقطة تحول كبرى، حيث سيصبح أول مشروع شراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية والقطاع الخاص تكون إيراداته لصالح الوزارة بشكل دائم ولا يقتصر على عدد سنوات معينة.
توقيع تاريخي برعاية رئيس الوزراء
من المقرر أن يشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع عقد الشراكة اليوم بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة الديار القطرية، لتنفيذ مدينة قطرية مصرية متكاملة بمنطقة علم الروم على ساحل البحر المتوسط على مساحة شاسعة تبلغ 4900 فدان.
أرقام الصفقة: 7 مليارات للأرض و29 للاستثمار
توضح المصادر أن القيمة المقدرة للأرض تبلغ نحو 7 مليارات دولار، بينما ستضخ الشركة القطرية استثمارات إجمالية تصل لـ 29 مليار دولار تشمل تكلفة الأرض وتكلفة إنشاء المشروع.
قيمة الأرض: 7 مليارات دولار.
إجمالي الاستثمارات المتوقعة: 29 مليار دولار.
مدة التنفيذ المتوقعة: نحو 5 سنوات من تاريخ صدور القرار الوزاري.
مقدم السداد النقدي المتوقع: 3.5 مليار دولار (جزء من قيمة الأرض).
سيتم تسليم الأرض للجانب القطري دفعة واحدة وجاهزة لبدء تنفيذ أعمال المرافق، التي ستتولى وزارة الإسكان تنفيذها.
مدينة متكاملة على غرار رأس الحكمة
سيكون المشروع عبارة عن مدينة متكاملة تماثل في طبيعتها مشروع رأس الحكمة، وتشمل:
أنشطة سياحية وترفيهية: منتجعات سياحية عالمية.
وحدات سكنية: وحدات سكنية فاخرة.
منطقة خدمات عالمية: مراكز تجارية وترفيهية.
هذه الصفقة الضخمة تؤكد نجاح الحكومة المصرية في جذب استثمارات عالمية كبرى لمناطق الساحل الشمالي الغربي ومنطقة البحر المتوسط، وتعتبر الصفقة ثاني الصفقات الكبرى التي نجحت الحكومة المصرية في توقيعها مع دول الخليج في فترة وجيزة، بعد صفقة رأس الحكمة الإماراتية.
الساحل الشمالي.. بوابة مصر لاستقطاب المليارات
تشير المصادر إلى أن منطقة الساحل الشمالي جذبت أنظار العالم أجمع، ومن المتوقع الإعلان عن عدد من الصفقات الكبرى بشكل متتالٍ خلال الفترة المقبلة. وتوضح المصادر أن مدينة العلمين الجديدة، والتي تعد بوابة مصر لإفريقيا، هي كلمة السر الحقيقية لجذب هذه الاستثمارات.
مع إطلاق مصر استراتيجية المدن الذكية ورقمنة المدن، تتطلع الدولة إلى جذب 42 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام المالي 2025-2026.
“علم الروم” وجمال مطروح
تقع منطقة “علم الروم” شرق مدينة مرسى مطروح، وقد جاءت تسميتها لوجود حصن روماني قديم بها. وتُعد المنطقة وجهة مفضلة للسياحة العائلية وعشاق الصيد بفضل هدوء شواطئها وجمال طبيعتها، وتفصلها حوالي 50 كيلومترًا عن مدينة “رأس الحكمة”.



