محمد منير.. 48 عامًا من التميز والتجديد يُتوجها بـ«ملامحنا»

في مسيرة فنية استمرت نحو 48 عامًا، نجح الفنان المصري الكبير محمد منير في ترسيخ مكانته كأيقونة موسيقية متفردة، بدأت ملامحها منذ لحظة وصوله من بلاد النوبة إلى القاهرة، حيث حدد هدفه مبكرًا بإطلاق مشروع غنائي لا يشبه سواه. اختار منير دربًا صعبًا في سبعينيات القرن الماضي، وسط هيمنة عمالقة مثل أم كلثوم وعبدالحليم، لكنه استطاع بفكر مختلف وإصرار كبير أن يكون الجسر الذي عبرت من خلاله أجيال جديدة بموسيقى حديثة ثرية.
كان التعاون مع الشعراء الكبار عبدالرحيم منصور ومجدي نجيب والموسيقار هاني شنودة نقطة التحول الحقيقية في مسيرته، إذ أسس معهم ألبومات شكلت بداياته القوية، مثل “أمانة يا بحر” و”بنتولد”، التي فتحت له أبواب النجاح، قبل أن يحقق انطلاقة كبرى بألبوم “شبابيك” عام 1981، الذي رسخ مكانته وحقق مبيعات ضخمة في سوق الكاسيت.
على مدار مسيرته، أصدر منير أغانٍ وألبومات لا تُنسى مثل: “مشوار”، “أسامينا”، “الليلة يا سمرة”، “أفتح قلبك”، “قلبي مساكن شعبية”، “حواديت”، و”طعم البيوت”، مؤكدًا قدرته المستمرة على قراءة تطورات سوق الموسيقى ومواكبة المتغيرات دون الانسلاخ عن لونه الغنائي الخاص.
واليوم، وبعد سنوات من النجاحات المتلاحقة، طرح الكينج محمد منير أحدث أغانيه المنفردة “ملامحنا”، في أول تعاون له مع شركة روتانا. الأغنية الجديدة، بكلمات هالة الزيات، تعكس قدرة منير المعتادة على التقاط نبض الناس ومخاطبة قلوبهم بصدق، متسائلًا في كلماتها عن تبدل الوجوه والأرواح مع مرور الزمن، ومعبرًا عن الحنين للأيام والذكريات القديمة، في صياغة موسيقية حملت توقيع مميز يليق بتاريخه.
اختيار الكليب لمشاهد من مراحل مختلفة من حياة منير، بما فيها صور شبابه، أضفى بعدًا عاطفيًا قويًا على العمل، مؤكدًا ارتباط أغانيه بذكريات جمهوره الذي وجد في صوته رفيقًا دائمًا في أفراحهم وأحزانهم، ليواصل محمد منير تصدر محركات البحث والمنصات الموسيقية، ويبرهن مجددًا على مكانته الفريدة في قلوب محبيه، الذين يرددون له: “أنت اللي باقي من الأحلام”.