ماكرون يمنح إيران ساعات لتقديم خطة نووية قبل عودة عقوبات 2015

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنذارًا حاسمًا إلى إيران، مؤكدًا أن أمامها “ساعات قليلة فقط” لتقديم خطة واضحة تسمح بعودة مفتشي الأمم المتحدة إلى مواقعها النووية، والكشف عن تفاصيل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وإلا ستواجه إعادة فرض العقوبات الأممية المجمّدة منذ عام 2015.
جاء التحذير بعد لقاء قصير جمع ماكرون بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو أعلى مستوى من التواصل المباشر منذ اندلاع التوتر الأخير بشأن برنامج طهران النووي، بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
تصاعد التوتر قبل “سناب باك”
يأتي هذا التحذير في وقت يقترب فيه الموعد النهائي لتفعيل آلية “سناب باك” يوم السبت، بينما تعيش المفاوضات حالة جمود خطير انعكس على الاقتصاد الإيراني، حيث سجّل الريال تراجعًا جديدًا في الأسواق.
ورغم حدة الموقف، أبدى ماكرون قدرًا من التفاؤل بقوله إن “هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق”، فيما أكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف استمرار الجهود الدبلوماسية للتفاوض مع طهران.
رد إيران والتشكيك الأوروبي
من جانبه، شدد الرئيس الإيراني بزشكيان في كلمته أمام الجمعية العامة على أن بلاده “لم ولن تسعى أبدًا لامتلاك قنبلة نووية”، مستشهدًا بفتوى المرشد علي خامنئي بتحريم هذه الأسلحة. لكن هذه التصريحات لم تُقنع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، الذين يطالبون بوصول كامل للمفتشين الدوليين إلى المواقع النووية كافة، ومعرفة مصير نحو 400 كجم من اليورانيوم عالي التخصيب.
الوكالة الدولية جاهزة للتحرك
بدوره، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أن فريقًا من الوكالة جاهز للتوجه إلى إيران فور التوصل إلى اتفاق، محذرًا من أن طهران قد تستأنف التخصيب بمستويات مرتفعة خلال أسابيع أو أشهر إذا استمر التعثر.
تداعيات محتملة
إعادة فرض العقوبات لن تمثل فقط ضربة جديدة للاتفاق النووي، بل ستعطي الولايات المتحدة نفوذًا أكبر في التحكم بآليات رفع العقوبات مستقبلًا. في المقابل، صعّدت طهران من خطابها، حيث عرضت صورًا لضحايا الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآتها النووية، متهمة إسرائيل وحلفاءها بممارسة “البلطجة باسم السلام”.