تقارير وتحليلات

مؤلفة هاري بوتر تدعم إسرائيل.. رولينج تروج لرواية الاحتلال حول غزة من بوابة “مختطف”

 

بينما تتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط وتستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، طفت إلى السطح مجددًا الكاتبة البريطانية الشهيرة ج.ك. رولينج، مؤلفة سلسلة “هاري بوتر”، ولكن هذه المرة ليس عبر روايات سحرية، بل عبر دعم مباشر لـ رواية إسرائيلية تسعى إلى كسب التعاطف العالمي، من خلال كتاب جديد بعنوان “مختطف” يحكي تجربة الجندي الإسرائيلي المحرر إيلي شرعبي خلال فترة أسره لدى المقاومة الفلسطينية.

كتاب موجّه للجمهور الأمريكي
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الكتاب الذي ألفه شرعبي، أُطلق بالتزامن مع الذكرى الثانية لحرب 7 أكتوبر 2023، ويستهدف جمهور أمريكا الشمالية، وذلك ضمن حملة دعائية منظمة تسعى إسرائيل من خلالها إلى تغيير سردية الحرب وتحويل الأنظار عن الانتهاكات المرتكبة في غزة.

رولينج ووكيلها الأدبي في قلب المشروع
اللافت أن نيل بلير، الوكيل الأدبي المقرب من رولينج، كان من بين المتطوعين الرئيسيين لتأمين نشر الكتاب في الولايات المتحدة، حيث نسق مع دار “سيلا مائير” الإسرائيلية – الناشرة الأصلية للكتاب – وشركة “هاربر كولينز” الأمريكية لضمان وصول “مختطف” إلى رفوف المكتبات الأمريكية.

حملة ثقافية موجهة ضد المقاطعة
ليست هذه المرة الأولى التي ترتبط فيها رولينج بدعم مباشر لإسرائيل. فقد سبق أن شاركت الكاتبة، إلى جانب 150 كاتبًا ومثقفًا بريطانيًا، في توقيع بيان مفتوح يرفض دعوات المقاطعة الثقافية لإسرائيل، مشددة على أن “المقاطعة لا تجلب السلام بل تعمق الانقسام”، بحسب ما نشرته صحيفة “الجارديان”.

ومن بين الموقعين على البيان أسماء بارزة مثل المؤرّخ سايمون شاخما والممثلة زوي واناميكر، فضلًا عن الفائزة مرتين بجائزة مان بوكر هاري مانتل، التي اعتبرت أن الحوار والتفاهم المتبادل هو الطريق إلى “حل النزاع”، متجاهلة بذلك الواقع الاحتلالي المفروض على الشعب الفلسطيني.

متجر “هاري بوتر” في قلب تل أبيب
علاقة رولينج بإسرائيل لا تقف عند حدود الكتب والبيانات، إذ سبق وأن تم افتتاح متجر مخصص لبيع كتب “هاري بوتر” داخل مركز “عزرائيلي” التجاري وسط تل أبيب، في حدث لاقى احتفاءً شعبيًا كبيرًا في الأوساط الإسرائيلية، قبل أن يتم إغلاقه بعد 3 أشهر وسط حزن عشاق السلسلة.

تسويق للرواية الإسرائيلية تحت غطاء ثقافي
التحركات الأخيرة تكشف عن جهد ثقافي دعائي منظم تقوده مؤسسات وأسماء كبرى في الغرب، لإعادة تشكيل صورة إسرائيل كضحية، عبر أدوات ثقافية مؤثرة تخاطب الرأي العام العالمي، وتحديدًا في الولايات المتحدة.

وفي وقت يُقتل فيه الأطفال والنساء في غزة يوميًا تحت وطأة القصف الإسرائيلي، يجد الاحتلال من يسانده ثقافيًا في تصدير صورة “المختطف”، بدلاً من الوقوف أمام جرائم الحرب والدمار الإنساني المستمر.

لتبقى الأسئلة مطروحة:
هل سيتعامل الغرب مع هذه الحملة بوعي ناقد؟
وهل تدرك الشعوب الحرة أن رواية “المختطف” ما هي إلا محاولة لتبرير الجلاد وتقليص معاناة الضحية الحقيقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى