تقارير وتحليلات

ليبيا تشتعل.. مقتل “غنيوة” يفجر اشتباكات عنيفة تهز طرابلس واستنفار عسكري واسع

تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من الفوضى الأمنية والاضطرابات المسلحة، عقب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، أحد أبرز القادة الميدانيين للمجموعات المسلحة في العاصمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في مناطق متفرقة، أبرزها عين زارة وصلاح الدين وأبو سليم.

وأفادت وسائل إعلام ليبية بأن أصوات القذائف والأسلحة الثقيلة دوّت في أنحاء مختلفة من طرابلس، بينما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع لحظة اقتحام المقار التابعة لجهاز دعم الاستقرار، الذي كان يقوده الككلي، وسط حالة من الذعر بين السكان.

6 قتلى وانقطاع كهرباء وإغلاق مطار

وفي تطور سريع، أعلن مركز الطب الميداني التابع لحكومة طرابلس، اليوم الثلاثاء، عن انتشال 6 جثامين بمحيط منطقة أبو سليم، في جنوب العاصمة، حيث دارت مواجهات شرسة استمرت لساعات بين مجموعات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. كما نُشرت صور لآليات عسكرية مدمرة وجثث داخل أكياس بيضاء في مواقع الاشتباك.

وشهد مطار معيتيقة الدولي شللاً تاماً، إذ أشار موقع “فلايت رادار” إلى توقف حركة المغادرة والوصول، كما أكدت مصادر إعلامية ليبية انقطاع الكهرباء جزئياً عن عدد من المناطق في العاصمة، وسط أنباء عن فرض حظر تجوال غير رسمي في بعض الأحياء.

سيطرة على أبو سليم ونقل شركات الطيران لمصراتة
وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، السيطرة الكاملة على منطقة أبو سليم، معقل جهاز دعم الاستقرار، مؤكدة انتهاء العملية العسكرية، في حين تم نقل شركات الطيران من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة تحسبًا لأي طارئ.

الدبيبة: خطوة حاسمة لإنهاء المجموعات غير النظامية
وفي أول تعليق له، اعتبر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ما جرى “إنجازًا كبيرًا في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة على العاصمة”، مؤكدًا أن ما تحقق يمثل “خطوة حاسمة” نحو إنهاء وجود التشكيلات المسلحة غير النظامية التي تتحكم في مقرات حيوية منذ سنوات.

دعوات دولية للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
وعلى الصعيد الدولي، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الأطراف إلى وقف القتال فورًا، معربة عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، واستخدام الأسلحة الثقيلة في أحياء سكنية مكتظة. كما ناشدت السفارة التونسية جاليتها في طرابلس الالتزام بالحذر وعدم مغادرة أماكن إقامتهم، في حين أكدت السفارة الروسية أنها لم تتأثر بالاشتباكات.

خلافات داخلية وتصعيد عسكري من مصراتة والزاوية والزنتان

ويأتي هذا التصعيد الدامي على خلفية تصاعد الخلافات بين جهاز دعم الاستقرار والقوة المشتركة التابعة لمدينة مصراتة، ما دفع مجموعات مسلحة من مصراتة والزاوية والزنتان للتحرك نحو طرابلس في استعراض واضح للقوة، رغم تحذيرات أممية متكررة من استخدام السلاح في حل النزاعات السياسية.

“غنيوة”.. من أبرز قادة المجموعات المسلحة في طرابلس
وكان عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، من أبرز القادة الميدانيين المسيطرين على مناطق استراتيجية في العاصمة الليبية منذ عام 2011. وقد لقي مصرعه خلال اشتباكات مع اللواء 444 قتال، التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، بحسب ما أكدته مصادر إعلامية ليبية.

ورغم الهدوء النسبي الذي شهدته طرابلس منذ منتصف 2020، إلا أنها لا تزال تحت وطأة النزاعات المسلحة المتكررة بين التشكيلات التي تتنافس على النفوذ والسيطرة على مفاصل الدولة، وسط هشاشة أمنية وسياسية مستمرة تهدد بانفجار الأوضاع في أي لحظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى