ليالي رمضان الثقافية والفنية تختتم فعالياتها بالعجوزة وسط أجواء إبداعية مبهرة

اختتمت مساء أمس الجمعة فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي أقيمت على مسرح السامر بالعجوزة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وذلك ضمن احتفالات الوزارة بالشهر الكريم، والتي استمرت من 9 حتى 21 رمضان.

وقد شهد حفل الختام حضور نخبة من قيادات الثقافة والفنون، من بينهم الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، ومحمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، والفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، إضافة إلى لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وإيمان حمدي، مدير عام المهرجانات، وعدد من المسؤولين والفنانين والمهتمين بالأنشطة الثقافية.
بدأت الفعاليات بعزف السلام الجمهوري، ليعقبه تقديم فرقة كورال أطفال بورسعيد بقيادة المايسترو محمد نصر الدين، التي أبدعت في تقديم باقة من الأغاني الرمضانية والطربية التي تفاعل معها الحضور، حيث شملت أغنيات تحمل الطابع الروحاني والاحتفالي بالشهر الكريم، منها “ميدلي رمضان”، “افرحوا يا بنات”، “القلب يعشق”، “عليك سلام الله”، “رمضان كريم فتاح يا عليم”، “ميدلي مسلسلات”، و”آمنة أم النبي”. وقد لاقت هذه الفقرة استحسان الجمهور لما حملته من روح البهجة والأجواء الدافئة التي تعكس أجواء الشهر الفضيل.
بعد ذلك، قدمت فرقة “أوبرا عربي أطفال”، بقيادة رنا بركات، الأوبريت الشهير “الليلة الكبيرة”، الذي يُعد أحد أهم الأعمال الفنية التراثية المصرية، حيث أعادت الفرقة تقديمه بحرفية وإبداع لافتين، ما جعل الجمهور يتفاعل معه بحماس كبير، نظراً لما يحمله من ذكريات جميلة وأداء استعراضي ممتع.
ولم تتوقف العروض عند هذا الحد، حيث أبدعت فرقة المنيا للفنون الشعبية، بقيادة المدرب سيد توني، في تقديم مجموعة من الرقصات الفلكلورية المصرية التي تعكس التراث الشعبي الأصيل، والتي تنوعت ما بين “السحجة”، “الآلاتية”، “سامر التحطيب”، و”البنت المنياوية”. كما أضفى عزف المزمار الشعبي لمسة تراثية مميزة، حيث استمتع الحضور بالموسيقى الفلكلورية التي تعبر عن الهوية المصرية المتأصلة.
واختتمت العروض الفنية بفقرة إنشاد روحاني قدمتها فرقة بورسعيد للإنشاد الديني، بقيادة المايسترو محمد سمير مهران، حيث قدمت مجموعة من الابتهالات والتواشيح الدينية التي أسرت قلوب الحاضرين، وكان من أبرزها “مرحب يا هلال”، “عاشق جمالك”، “إلا صلاتي”، “ميدلي في حب النبي”، “على باب سيدنا النبي”، “قلبي عليه متيما”، “بصوا على أنوار نبينا”، و”ميدلي الوصال”. وقد انعكس الجو الروحاني لهذه الفقرة على الجمهور، الذي استمتع بالأداء العذب للكورال وما حملته الكلمات من معانٍ دينية سامية.
حضر الحفل الختامي عدد من قيادات الثقافة والمسؤولين، من بينهم سمر الوزير، مدير عام المسرح، والدكتورة نهى نبيل، مدير عام إقليم القاهرة الكبرى، وشاهيناز عطية، مدير عام العلاقات العامة، ومحمد جابر، مدير مسرح السامر.
كما شهدت الفعالية حضورًا بارزًا للمجموعات التطوعية، التي حرصت على دعم الأنشطة الثقافية والفنية، وكان من أبرزها جروب “أحباب نور”، وجروب “نورا عصر” لرعاية مرضى السرطان، في إطار جهود الهيئة لتعزيز التفاعل المجتمعي في الفعاليات الثقافية والفنية، وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية في المشهد الثقافي.
ولم تقتصر الفعاليات على العروض الفنية فحسب، بل شملت أيضًا معرضًا للكتب والمنتجات الحرفية، نفذته الإدارة العامة للتسويق والمبيعات، ما أضاف بُعدًا ثقافيًا متكاملاً للأحداث، حيث تم عرض مجموعة من الإصدارات الثقافية المتميزة، إضافة إلى منتجات الحرف اليدوية التي تعبر عن التراث المصري الأصيل.
بهذا الحفل الختامي، أسدل الستار على 13 ليلة متواصلة من الإبداع الفني والثقافي، شهدت خلالها وزارة الثقافة تقديم باقة متنوعة من الفعاليات التي مزجت بين الموسيقى والاستعراضات الفلكلورية والتراثية، احتفاءً بشهر رمضان الكريم، وسط إقبال جماهيري كبير وتفاعل واسع من مختلف الفئات، مما يعكس نجاح الوزارة في تحقيق رؤيتها الرامية إلى تعزيز الفنون والثقافة كجزء من الهوية المصرية.