لماذا يُطلق على صفر “شهر الخير” .. أحداث نبوية وتاريخية عظيمة ة تمحو خرافات الجاهلية

ظلّ شهر صفر لقرونٍ طويلة يرتبط في أذهان العرب بالتشاؤم والنحس، حتى جاءت رسالة الإسلام لتنهي تمامًا هذه الخرافات، ويصبح “صفر الخير” رمزًا لأحداث إسلامية مشرقة وفتوحات عظيمة غيّرت وجه التاريخ.
ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر”، في دلالة واضحة على إبطال التشاؤم من هذا الشهر، الذي تحوّل في الإسلام إلى شهر من أشهر البركة والإنجازات.
لماذا سُمّي شهر صفر؟
سمّاه العرب بهذا الاسم لعدة أسباب، أبرزها أن مكة كانت تصفر (تخلو) من أهلها أثناء الغزوات.
وقيل لأنهم كانوا يغزون فيه فيتركون القبائل التي أغاروا عليها خالية من المتاع.
وهناك من قال إن أوراق الأشجار تصفر فيه، أو أن اسمه مشتق من اسم بلاد كانت تسمى “صفرية”.
صفر في ميزان التاريخ الإسلامي.. لماذا هو “شهر الخير”؟
خلافًا لما كان يُشاع في الجاهلية، حمل شهر صفر في الإسلام العديد من الأحداث العظيمة، نذكر منها:
1. أول غزوة للنبي محمد ﷺ: غزوة الأبواء
قادها النبي الكريم بعد عام من الهجرة، وكانت أول غزوة عسكرية في الإسلام، ووقعت في منتصف صفر.
2. فتح خيبر
أحد أعظم انتصارات المسلمين على اليهود في خيبر، وتم في شهر صفر.
3. سرية قطبة بن عامر
بعث النبي قطبة مع عشرين رجلًا لغزو خثعم، وعادوا بغنائم كبيرة رغم عنف المعركة.
4. غزوة ذي أمر
خرج فيها النبي ﷺ إلى نجد لملاقاة قبائل غطفان، وأقام في نجد طوال صفر.
5. إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة
ثلاثة من أعظم القادة في الإسلام، أسلموا في شهر صفر سنة 8 هـ.
6. هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة
كانت بدايتها في شهر صفر، حيث خرج من مكة، وواصل طريقه حتى بلغ المدينة في ربيع الأول.
7. زواجه ﷺ من خديجة رضي الله عنها
تم عقد قرانهما في صفر سنة 26 قبل البعثة، وهو زواج مبارك كان له أثر عظيم في حياته الدعوية.
8. زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء رضي الله عنهما
عُقد في صفر السنة الثانية من الهجرة.
9. بعث أسامة بن زيد لغزو الروم
في أواخر شهر صفر من السنة 11 هـ، أمر النبي ﷺ بتجهيز جيش بقيادة أسامة لغزو الروم، وهو آخر بعث جهزه قبل وفاته.
10. قدوم وفد بني عذرة وإسلامهم
وفدٌ كبير أسلم بين يدي النبي في صفر، وبشّرهم بفتح الشام.
إبطال الخرافات.. وإثبات الخير
أثبت الإسلام من خلال هذه الوقائع أن شهر صفر لا يختلف عن غيره من الشهور، بل كان مسرحًا لأحداث عظيمة في التاريخ الإسلامي، حتى لقّبه العلماء والمؤرخون بـ”صفر الخير”، تأكيدًا على أن التشاؤم عادة جاهلية لا تمت للواقع ولا للدين بصلة.