لقاء تاريخي في الرياض.. 5 محاور رئيسية ترسم مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو

شهدت العاصمة السعودية الرياض انعقاد أول لقاء دبلوماسي رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين البلدين، حيث أنهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة العزلة التي خيمت على العلاقات الثنائية.
وعُقدت الجولة الأولى من المحادثات في قصر الدرعية بمشاركة وفود رفيعة المستوى من الجانبين، وخلصت إلى اتفاقات أولية حول عدد من القضايا الشائكة. وفيما يلي أبرز 5 محاور ناقشها الطرفان خلال هذا الاجتماع التاريخي:
1- رجال ترامب يقودون المفاوضات
بحسب صحيفة ذا هيل الأمريكية، فقد قاد وفد واشنطن خلال المحادثات عدد من الشخصيات البارزة في إدارة ترامب، على رأسهم ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، إلى جانب ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط.
2- إعادة فتح القنوات الدبلوماسية
شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا حادًا في مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، على خلفية الحرب الأوكرانية واتهامات متبادلة بالتجسس، ما أدى إلى إغلاق عدد من السفارات وتقليص البعثات الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، اتفق الطرفان على التحرك سريعًا لاستعادة الموظفين الدبلوماسيين، باعتبار أن غياب القنوات الرسمية أعاق إمكانية التفاوض حول الملفات الكبرى، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
3- تشكيل فريق تفاوض رفيع المستوى
وفقًا للجانب الأمريكي، فإن الهدف الرئيسي من هذا اللقاء هو وضع أسس تفاوضية لإنهاء الحرب الأوكرانية بشكل دائم وقابل للتنفيذ. لذلك، تم الاتفاق على تشكيل فريق تفاوضي مشترك يضم خبراء سياسيين وتقنيين، يتولى إجراء محادثات مستمرة مع موسكو للتوصل إلى إطار عملي لإنهاء الصراع.
ورغم ذلك، أكدت التقارير أن أوروبا ستكون حاضرة في مرحلة لاحقة، خاصة فيما يتعلق بمناقشة رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
4- لا تفاصيل عن التنازلات الأوكرانية
على الرغم من أهمية اللقاء، لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل بشأن التنازلات المحتملة من الجانب الأوكراني، وهو ما فسره المراقبون بأن المسؤولين الأمريكيين والروس تجنبوا القضايا الأكثر حساسية، التي قد تضر بالمصالح الأوكرانية أو الأوروبية.
وتبقى قضيتان محوريتان تشكلان عقبة أمام أي اتفاق نهائي:
أولًا: انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وهو مطلب تصر عليه كييف وحلفاؤها، بينما تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا لا يمكنها القبول به.
ثانيًا: ملف الأراضي المحتلة، حيث تسيطر روسيا حاليًا على 20% من الأراضي الأوكرانية، وتشمل شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أخرى، في حين استولت كييف مؤخرًا على أجزاء من منطقة كورسك الروسية.
5- خطط مستقبلية للتعاون
لم تقتصر المحادثات على الأزمة الأوكرانية، إذ كشفت إدارة ترامب عن رغبتها في إعادة التواصل مع الكرملين لبحث آفاق التعاون المشترك بعد انتهاء الحرب.
ويتصدر التعاون الاقتصادي قائمة الأولويات، لكنه مرهون أولًا بـ إلغاء آلاف العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، بما في ذلك رفع القيود عن البنوك الروسية، وإلغاء حظر الصادرات والواردات بين البلدين.
ومن المجالات الأخرى المحتملة للتعاون، مناقشة اتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي تواجه مأزقًا حاليًا بسبب تعثر تنفيذ المعاهدة النووية الرئيسية، المقرر انتهاؤها في عام 2026.
ختامًا.. هل يشهد العالم صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وموسكو؟
رغم غياب التفاصيل حول خطوات ملموسة لإنهاء الحرب الأوكرانية، إلا أن انعقاد هذا اللقاء بحد ذاته يمثل تطورًا غير مسبوق، يعكس رغبة كلا الطرفين في كسر الجمود الدبلوماسي. ويبقى السؤال المطروح: هل ستكون هذه المباحثات بداية لتقارب حقيقي بين القوتين العظميين، أم أنها مجرد لقاء عابر في مشهد سياسي معقد؟