لديها القدره علي التخفي.. مصر تنضم لمشروع المقاتله التركيه “فآن” لتحدي التفوق الإسرائيلي

كشف تقرير حديث لمجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن انضمام مصر إلى مشروع المقاتلة التركية “قآن” (KAAN) يُمثل خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز قدرات القاهرة الجوية، وتحدي الهيمنة الغربية على تكنولوجيا الطائرات المقاتلة، مع إبراز استقلالية القوى الإقليمية في عالم متعدد الأقطاب.
ووفقًا للتقرير، فإن إسرائيل هي الأكثر قلقًا من هذا التطور الجديد.
وأوضح التقرير أن مشروع “KAAN”، الذي أطلقته تركيا عام 2010 بعد استبعادها من برنامج مقاتلات F-35 الأمريكية، يهدف إلى إنتاج مقاتلة شبح محلية الصنع من الجيل الخامس، مزودة بتقنيات التخفي، وسرعة فائقة، واندماج أجهزة استشعار، وقدرة على العمل في جميع الظروف الجوية.
وقد انطلقت أول رحلة تجريبية للمقاتلة عام 2023، ومن المتوقع وصولها إلى كامل قدراتها التشغيلية بحلول 2030.
وأشار المحرر الأمني في المجلة، براندون جيه ويتشرت، إلى أن مشاركة مصر في المشروع تُعزز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وأنقرة، وتتيح لكل منهما إعادة تشكيل ديناميكيات القوة الجوية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتشارك مصر في المشروع عبر تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، مما يفتح الباب أمام توقيع اتفاقيات رسمية خلال الأشهر القادمة.
ويأتي هذا التعاون في إطار سعي مصر لتحديث أسطولها الجوي الذي يضم حاليًا طائرات F-16 الأمريكية، ورافال الفرنسية، وميج-29 الروسية، وتخفيف اعتمادها على الموردين التقليديين، مع تمكينها من امتلاك تكنولوجيا التخفي المتقدمة.
كما يعكس المشروع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الاكتفاء الذاتي في صناعة الدفاع، عبر إنتاج بعض مكونات المقاتلة محليًا.
ويشير التقرير إلى أن الشراكة مع تركيا تمنح مصر فوائد اقتصادية أيضًا، من خلال خلق فرص عمل، وتعزيز قطاع الطيران، بينما تضمن تركيا شريكًا تمويليًا وسوقًا تصديرية مستقرًا.
كما يُتوقع أن تُحدث هذه المقاتلات الجديدة تغييرًا في موازين القوى الإقليمية، وتقوي القدرة المصرية على الردع، وتقليل التفوق العسكري الإسرائيلي، خصوصًا فيما يتعلق بقدرات التخفي.
كما يُبرز التقرير أن التعاون المصري التركي يشمل إعادة مناورات “بحر الصداقة” بين البلدين بعد توقف دام 13 عامًا، ويمثل مؤشرًا على تعميق المحور المشترك، وربما يشمل مستقبلًا عمليات بحرية واستخباراتية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بالتوازي مع اتفاقيات الغاز مع اليونان وقبرص الجنوبية.
وتوضح المجلة أن الاتفاقية الجديدة تشجع على خفض التصعيد الإقليمي من خلال الردع المتوازن، وتقليل الميل نحو العدوان، وتفتح الطريق أمام دول أخرى مثل باكستان وأذربيجان للاستفادة من هذه التكنولوجيا، وهو ما يضعف احتكار الولايات المتحدة للأسلحة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن توقيع الاتفاقية رسميا بين مصر وتركيا سيعزز مكانة القاهرة الإقليمية، ويوفر لها أدوات عسكرية متقدمة، بينما تسعى تركيا إلى بناء صناعة دفاعية مستقلة بوجود شريك عربي رئيسي.