كارثة .. الجناة سرقوا أسورة المتحف المصري وصهروها وباعوها مقابل 180 ألف جنيه فقط

في مشهد يثير الصدمة والغضب، نشرت وزارة الداخلية فيديو قصير يوثق لحظة بيع الأسورة الذهبية للملك بسوسنس، المسروقة من قلب المتحف المصري بالتحرير، قبل أن تُصهر في مسبك وتفقد هويتها التاريخية.
الأسورة، التي لا تُقدر بثمن تاريخيًا، تعد تحفة فرعونية نادرة، ويصل ثمنها الحقيقي إلى ملايين الدولارات نظرًا لقيمتها الفنية والأثرية، وليس مجرد مبلغ 180 ألف جنيه الذي بيع بها في السوق السوداء.
وكشفت التحقيقات أن سرقة الأسورة تمت على يد أخصائية ترميم بالمتحف المصري، التي استغلت عملها داخل المتحف وخزائن المعمل في 9 سبتمبر، ثم باعتها لتاجر فضيات من معارفها بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة. وأظهر الفيديو قيام التاجر ببيع الأسورة إلى مالك ورشة ذهب، الذي كسرها إلى نصفين وأخفى القطعتين تحت الكونتر قبل صهرها ضمن مصوغات أخرى لإعادة تشكيلها، ما تسبب في ضياع جزء من التراث المصري الخالد.
تمكنت أجهزة الأمن من ضبط جميع المتهمين بعد تقنين الإجراءات، وبمواجهتهم اعترفوا بالواقعة، كما تم ضبط المبالغ المالية الناتجة عن البيع. وبالرغم من القيمة المالية البسيطة للصفقة، فإن القيمة التاريخية للقطعة أكبر بملايين المرات، إذ تمثل حكاية ملكية مصرية عمرها آلاف السنين، تحمل رموزًا فنية لا يمكن استرجاعها بعد فقدانها أو صهرها.
خبراء آثار وصفوا الواقعة بأنها جريمة مزدوجة: سرقة مالية وإتلاف تراث تاريخي لا يقدر بثمن، محذرين من أن تدمير مثل هذه القطع يؤدي إلى فقدان معلومات أثرية قيمة لا يمكن تعويضها، وأن مثل هذه الأسوار الذهبية ليست مجرد مجوهرات، بل رواية حية لتاريخ مصر الفرعوني.
وزارة الداخلية أكدت على أهمية تشديد الرقابة على التحف الأثرية في المتاحف ومعامل الترميم، ومنع أي محاولات للتهريب أو البيع غير المشروع، بالإضافة إلى ضرورة توعية الموظفين حول حساسية مقتنياتهم ودورها في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية.
المشهد الأخير للفيديو أثار صدمة واسعة بين رواد مواقع التواصل، حيث يظهر التحويل السريع للتحفة من رمز حضاري خالد إلى مجرد سبائك ذهبية في مسبك، في تذكير صارخ بأن التراث يحتاج إلى حماية مستمرة، وأن أي لحظة غفلة قد تكلف مصر ثروة تاريخية لا تُقدر بثمن.