تقارير صحفية

قرارات ترامب تهدم الديمقراطية في الولايات المتحدة.. وتصريحاته حول غزة تشعل الصراع العالمي

قرارات ترامب، في تحليل موسّع نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، حذّرت الشبكة من التداعيات الخطيرة للقرارات التنفيذية المتسارعة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، مؤكدة أن هذه السياسات لا تهدد فقط النظام الديمقراطي الأمريكي، بل تمتد آثارها إلى الاستقرار العالمي بأسره.

إدارة ترامب تتجه نحو التصعيد الداخلي والخارجي
وفقًا للتحليل، شهدت الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الجديدة موجة من الإجراءات غير المسبوقة، كان أبرزها تعيين الملياردير إيلون ماسك رئيسًا لما يُعرف بـ”إدارة الكفاءة الحكومية”، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا بسبب تضارب المصالح المحتمل.

ووفقًا للشبكة، فإن شركات ماسك، بما فيها “سبيس إكس”، ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الفيدرالية، مما يثير تساؤلات حول مدى استقلالية هذه الإدارة الجديدة، لا سيما في ظل مخاوف من استخدامها كأداة لتفكيك وكالات فيدرالية راسخة وإعادة هيكلة الحكومة بشكل يخدم المصالح الخاصة.

تحولات جذرية في السياسة الخارجية تثير القلق
لم تقتصر سياسات ترامب المثيرة للجدل على الداخل الأمريكي، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث أقدم على اتخاذ قرارات وصفتها الشبكة بـ”المتهورة”. ومن بين أبرز هذه القرارات، ربط الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا بحصول واشنطن على معادن أرضية نادرة من كييف، وهي خطوة اعتبرتها الشبكة بمثابة استغلال سياسي للأزمة الأوكرانية.

وفي الشرق الأوسط، أثار ترامب موجة استياء واسعة بعد طرحه خطة مثيرة للجدل تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة، وهي خطوة وصفتها الشبكة بأنها “تطهير عرقي” غير مسبوق قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة وإثارة ردود فعل دولية غاضبة.

كما هدد ترامب بضم كندا وفرض رسوم جمركية باهظة على واردات البلاد، وهي خطوة وصفها محللون بأنها تقوّض أسس النظام التجاري الحر وتهدد العلاقات الأمريكية-الكندية.

تفكيك المؤسسات وإضعاف سيادة القانون
على المستوى الداخلي، كشف التقرير عن نمط متسارع من القرارات التي تهدد استقلالية المؤسسات الأمريكية، حيث أقدم ترامب على إقالة عشرات المدعين العامين المرتبطين بقضايا اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، في خطوة اعتُبرت بمثابة انتقام سياسي يهدف إلى إضعاف المساءلة القانونية عن أحداث الشغب التي هزّت الديمقراطية الأمريكية.

ولم تتوقف هذه الإجراءات عند هذا الحد، إذ سعت إدارة ترامب إلى إغلاق مؤسسات فيدرالية حيوية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب حماية المستهلك المالي، في محاولة لإعادة هيكلة الحكومة بشكل يحدّ من دورها الرقابي والتنظيمي.

إلا أن هذه المساعي تواجه عقبات قانونية، حيث أصدر عدد من القضاة الفيدراليين أوامر قضائية لوقف تنفيذ بعض القرارات، خاصة تلك المتعلقة بتجميد المساعدات الفيدرالية وقطع التمويل عن برامج حيوية.

ترامب يتجاهل الانتقادات ويدّعي تحقيق “انتصارات كبرى”
ورغم تصاعد الانتقادات الداخلية والدولية، يواصل ترامب تجاهل التحذيرات، مؤكدًا أنه يحقق “نجاحات غير مسبوقة” في ملفات حساسة. ووفقًا له، فقد نجح في إجبار دول أمريكا اللاتينية على استعادة المهاجرين غير الشرعيين، والحصول على امتيازات جديدة في قناة بنما، فضلًا عن فرض شروط أمنية أكثر صرامة على كندا والمكسيك لضبط الحدود.

إلا أن “سي إن إن” وصفت هذه الادعاءات بأنها “مبالغ فيها” ولا تستند إلى أدلة حقيقية، مؤكدة أن معظم هذه “الإنجازات” لم يتم تنفيذها على أرض الواقع.

تحذير من أزمة دستورية غير مسبوقة
في ختام التحليل، حذّرت الشبكة من أن نهج ترامب في إدارة السلطة التنفيذية، القائم على تجاوز الضوابط المؤسسية والدستورية، يهدد بإدخال الولايات المتحدة في أزمة دستورية لم تشهدها من قبل. كما أن سياساته الخارجية غير المحسوبة العواقب قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الدولي، مما يجعل العالم في مواجهة مستقبل أكثر اضطرابًا في ظل قيادة ترامب الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى