قبل مهلة الأول من أغسطس.. أوروبا تحشد للرد على رسوم ترامب الجمركية بـ”بازوكا تجارية”

تتجه ألمانيا وفرنسا نحو تعبئة أوسع داخل الاتحاد الأوروبي للرد بقوة على الرسوم الجمركية الأمريكية، في حال عدم توصل بروكسل وواشنطن إلى اتفاق تجاري قبل الأول من أغسطس 2025، الموعد الذي حددته إدارة دونالد ترامب لتفعيل رسوم جمركية جديدة بنسبة 30%.
وبحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز عن مصادر مطلعة، فإن برلين، التي كانت تفضل الحوار سابقًا، أصبحت الآن تؤيد الردع عبر إجراءات تجارية انتقامية، إلى جانب باريس التي لطالما طالبت باستخدام النفوذ الاقتصادي للضغط على واشنطن.
ويستضيف المستشار الألماني فريدريش ميرز، اليوم الأربعاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في برلين لمواصلة تنسيق الموقف الأوروبي، بينما يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تفعيل أداة “مكافحة الإكراه التجاري” التي توصف بـ”البازوكا”، والتي لم يُسبق استخدامها من قبل.
تصعيد تجاري يلوح في الأفق
تتيح هذه الأداة للمفوضية الأوروبية فرض إجراءات غير تقليدية مثل حرمان الشركات الأمريكية من المناقصات العامة، ورفع الحماية عن الملكية الفكرية، وفرض قيود على التجارة الثنائية. ورغم دعم برلين وباريس، تتحفظ بعض الدول الأوروبية على استخدامها خوفًا من تصعيد متبادل، بحسب دبلوماسيين أوروبيين.
وقال وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي خلال زيارته لبرلين: “علينا تغيير أسلوب تفاوضنا.. يجب أن نكون مستعدين للرد إذا لزم الأمر”. ومن جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها لن تتخذ أي إجراء قبل الأول من أغسطس، وأن المفاوضات ما زالت مستمرة.
حزمة أوروبية انتقامية جاهزة
في حال فشل المفاوضات، سيُطلق الاتحاد الأوروبي حزمة من الرسوم الانتقامية بقيمة 21 مليار يورو على واردات أمريكية تشمل الدجاج والجينز بدءًا من 6 أغسطس. كما يُخطط لتصويت لاحق على حزمة ثانية بقيمة 72 مليار يورو تشمل منتجات مثل طائرات “بوينج” ومشروبات “بوربون”، تدخل حيز التنفيذ في 7 أغسطس 2025.
وتشمل خطة المفوضية أيضًا إعداد قائمة ثالثة بضرائب على الخدمات الرقمية والإعلانات الإلكترونية كجزء من الرد المحتمل.
تهديدات ترامب تقلب مواقف أوروبية
جاء التصعيد الأوروبي بعد رسالة وجهها ترامب هذا الشهر، لوّح فيها بزيادة الرسوم الجمركية إلى 30% اعتبارًا من أغسطس، بدلًا من 20% كما كان مقررًا. الرسالة أثارت غضبًا في العواصم الأوروبية، وأدت إلى “تحول موقف ألمانيا 180 درجة”، وفق ما نقله أحد الدبلوماسيين الأوروبيين.
وفي تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، شدد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على أن “الأول من أغسطس هو موعد نهائي صارم”، مضيفًا أن واشنطن ماضية في فرض رسومها التبادلية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
خسائر محتملة للطرفين
رغم التصعيد، يؤكد الأوروبيون أن الرد الانتقامي سيكون الملاذ الأخير، تجنبًا لإلحاق أضرار اقتصادية متبادلة. وقال دبلوماسي أوروبي: “لا أحد يريد أن يرى دوامة هبوطية في التجارة عبر الأطلسي”.
ويضع الاتحاد الأوروبي شرطًا أساسيًا لتفعيل هذه الإجراءات، وهو الحصول على “أغلبية مرجحة” من الدول الأعضاء. وحتى اللحظة، تشير المؤشرات إلى انقسام بين دول الكتلة حيال خيار المواجهة الشاملة مع إدارة ترامب.