في الذكرى السادسة لرحيله.. فاروق الفيشاوي فنان تمرد على التكرار وبقي في الذاكرة

تحل اليوم، 25 يوليو، الذكرى السادسة لرحيل الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، أحد أبرز رموز الفن المصري والعربي، الذي لم يكن مجرد نجم على الشاشة، بل حالة فنية وإنسانية نادرة حفرت اسمها في وجدان الجمهور.
ولد الفيشاوي في محافظة المنوفية عام 1952، وتخرج في كلية الآداب بجامعة عين شمس، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية، ليبدأ رحلته مع التمثيل التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها ما يزيد على 130 فيلمًا، وأكثر من 100 عمل درامي، وعدد من العروض المسرحية الخالدة.
انطلاقة استثنائية مع “المشبوه”
جاءت انطلاقته الكبرى عام 1981 من خلال فيلم “المشبوه” أمام الزعيم عادل إمام، حيث شكلا معًا ثنائيًا مميزًا لفت الأنظار، وفتح أمامه باب البطولة المطلقة. ومنذ ذلك الحين، تميز الفيشاوي بتقديم أدوار متنوعة، رافضًا الوقوع في فخ النمطية، مؤمنًا بأن الفن مرآة للواقع وتعبير عن الإنسان في كل حالاته.
رصيد فني متنوع ومواقف ثابتة
لم يكتفِ الفيشاوي بالسينما، بل كان من أعمدة الدراما التلفزيونية، ومن أشهر أعماله: “علي الزيبق”، “رجل طموح”، “وجه القمر”، “رأس الغول”، “عوالم خفية”، وغيرها من المسلسلات التي حفرت له مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.
كما خاض تجارب في الإنتاج السينمائي، مثل أفلام “مشوار عمر” و**”استغاثة من العالم الآخر”**، إيمانًا منه بأن الفنان يجب أن يخوض التحديات، لا أن يكتفي بالدور التقليدي.
المسرح.. العشق الأبدي
رغم انشغاله بالسينما والدراما، ظل المسرح هو العشق الأول للفيشاوي، وقدم عددًا من الأعمال المميزة مثل “اعقل يا دكتور”، “الناس اللي في التالت”، “الأيدي الناعمة”، “شباب امرأة”، وكان آخر ظهور له على المسرح في مسرحية “الملك لير” أمام الفنان يحيى الفخراني، والتي اعتُبرت بمثابة وداع استثنائي قبل رحيله بشهور.
لحظة الإعلان عن المرض.. وقوة المواجهة
في أكتوبر 2018، خلال تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي، أعلن الفيشاوي إصابته بمرض السرطان، وقال وقتها بشجاعة: “قررت أتعامل معاه زي الصداع.. وسأنتصر عليه”، وواصل نشاطه الفني رغم المرض، مؤكدًا إيمانه بالحياة والتحدي حتى النهاية.
الرحيل.. وبقاء الأثر
في 25 يوليو 2019، توفي فاروق الفيشاوي عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد رحلة مقاومة شجاعة للمرض، لكنه لم يرحل من ذاكرة جمهوره، فظلت أعماله تُعرض وتُستعاد، وابتسامته تلمع في كل مشهد صادق أدّاه.
رحل الجسد، وبقي الأثر.. وبقي الفيشاوي فنانًا لا يُنسى، تمرد على القوالب، واحترم جمهوره، وترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا يليق باسم لا يتكرر كثيرًا.