العرب والعالم

فنزويلا تتهم الولايات المتحدة بالسعي لخلق مبررات لغزو عسكري مشابه للعراق 2003

اتهمت الحكومة الفنزويلية، الولايات المتحدة، بالسعي لخلق مبررات لشن عمل عسكري محتمل ضد كاراكاس، مستخدمةً على حد وصفها أكاذيب شبيهة بتلك التي استُخدمت لغزو العراق عام 2003.

تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة مع استمرار الحشد العسكري الأمريكى حول فنزويلا، في وقت يتساءل فيه مراقبون عن مدى تشابه الوضع مع مرحلة ما قبل حرب العراق عام 2003. فبينما تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن إمكانية اللجوء إلى التفاوض مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واصلت الإدارة الأمريكية تعزيز وجودها العسكري في منطقة الكاريبي، حسبما قالت صحيفة البريوديكو الإسبانية.

مادورو يتهم وسائل التواصل بالحرب النفسية

اتهم الرئيس نيكولاس مادورو وسائل التواصل الاجتماعي بالمشاركة في الحرب النفسية ضد بلاده، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى لتبرير أي عمل عسكري محتمل بأكاذيب مشابهة لتلك التي سبقت حرب العراق عام 2003. وقال مادورو:لا ننتظر عقودًا حتى تظهر الوثائق التي تكشف أن مزاعم مكافحة المخدرات كانت كاذبة، وفي الوقت نفسه، عزز الجيش الفنزويلي مستوى التأهب العسكري عبر تدريبات وطنية على نطاق واسع.

انقسام المعارضة حول التحركات الأمريكية

تظل المعارضة الفنزويلية منقسمة حول أي تحرك أميركي يتجاوز غرق قوارب المخدرات المفترضة. أبرز المؤيدين للبيت الأبيض من المعارضة، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو، توقعت ساعات حاسمة، بينما أكد إدموندو جونزاليس أورتويا على اعترافه بالفوز في انتخابات يوليو 2024، مشيرًا إلى أن الدفاع عن حقوق الشعب لا يمكن أن يتعارض مع التضامن الدولي.

وصلت حاملة الطائرات الأمريكية  يو إس إس جيرالد فورد، أكبر منصات القتال البحرية وأكثرها تطورًا، إلى المنطقة للمشاركة في تدريبات عسكرية، ما رفع عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين هناك إلى نحو 15 ألف عسكري. وفي الوقت نفسه، تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لتصنيف أحد الكارتلات الفنزويلية المرتبطة بمادورو كمنظمة إرهابية، وفق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية ماركو روبيو.

اختلاف نهج ترامب مع الإدارات السابقة

ووفقا للخبراء فقد يبرز الاختلاف بين نهج ترامب ونهج الإدارات السابقة،  فقبل غزو العراق، حصل الرئيس جورج بوش الابن على تفويض رسمي من الكونجرس، وألقى خطابات لشرح مبررات الحرب للرأي العام. أما اليوم، فلا تطرح إدارة ترامب فكرة طلب الموافقة التشريعية، حيث تشير إلى أن مهاجمة قوارب المخدرات لا تدخل ضمن تعريف الأعمال العدائية في قانون صلاحيات الحرب. كما يذكر مراقبون بأن إدارات كل من أوباما وترامب وبايدن نفذت ضربات في سوريا دون العودة للكونجرس.

وفي الوقت ذاته، يغيب جهد حقيقي لإقناع الرأي العام الأمريكى. فترامب لم يعرض خطة واضحة أو يقدّم حججًا مفصلة حول أهدافه في فنزويلا، واقتصر حديثه على اتهامات لم يقدم لها أدلة، تتعلق بإرسال مادورو لمجرمين ومهاجرين إلى الولايات المتحدة. كما يشير مسؤولو الدفاع في الإدارة الأمريكية إلى أن المواجهة مع قوارب المخدرات لا تختلف عن الحرب على الإرهاب.

وتتفق تحليلات عسكرية مع هذا الرأي، محذرة من أن خوض صراع جديد خارج الحدود سيواجه رفضًا محليًا واسعًا. فبحسب استطلاعات أخيرة  ، أقل من ثلث الأمريكيين يدعمون الهجمات الحالية على القوارب، ما يشير إلى صعوبة إقناع الرأي العام بأي تدخل عسكري أكبر قد تسعى إليه الإدارة الأمريكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى