فضيحة تسريب معلومات عسكرية سرية تهز الإدارة الأمريكية.. ومستشار الأمن القومي مهدد بالإقالة
كشفت تقارير صادمة عن تسريب معلومات سرية للغاية تتعلق بخطط إدارة الرئيس دونالد ترامب لتوجيه ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، مما أثار موجة انتقادات عنيفة داخل أروقة الكونجرس الأمريكي.
وبحسب التقارير التي نشرتها مجلة “ذا أتلانتيك”، فإن كبار المسؤولين في الإدارة، بمن فيهم نائب الرئيس “جيمس ديفيد فانس”، ووزير الدفاع “بيت هيجسيث”، ناقشوا تفاصيل العملية العسكرية عبر محادثة جماعية على تطبيق “سيجنال” المشفر، لكن الأمر تحول إلى فضيحة عندما أُضيف الصحفي الأمريكي “جيفري جولدبرج”، رئيس تحرير المجلة، إلى المجموعة عن طريق الخطأ.
ووفقًا لما نشره “جولدبرج”، فإن الرسائل تضمنت معلومات دقيقة عن الأهداف العسكرية وحزم الأسلحة والتوقيت المحدد للضربات، التي تزامنت لاحقًا مع عمليات فعلية نفذتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في 15 مارس الجاري.
وقال “جولدبرج” في مقاله: “لم أصدق أن قيادة الأمن القومي الأمريكي تناقش خطط حرب وشيكة عبر تطبيق تجاري، ولم أتخيل أن أُضاف إلى تلك المناقشات بالخطأ”، مُشيرًا إلى أن هذا التسريب كان يمكن أن يشكل خطرًا كارثيًا لو اطلعت عليه جهة معادية.
ردود فعل غاضبة في الكونجرس
أثارت هذه التقارير غضبًا واسعًا في الكونجرس، حيث وصفها بعض النواب بأنها “خرق خطير للأمن القومي” و”إهمال غير مقبول”. وطالب العديد من أعضاء الكونجرس بإجراء تحقيق فوري في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عن هذا التسريب.
وعلى الجانب الآخر، نفى البيت الأبيض علمه بالواقعة، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لم يكن على علم بأي تسريب. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز إن “الرسائل المذكورة في المقال أصلية، ونحن نحقق في كيفية إضافة رقم عن طريق الخطأ”.
مصير مستشار الأمن القومي في مهب الريح
وفي تطور لاحق، كشف موقع بوليتيكو نقلًا عن مسؤول أمريكي أنَّ مصير مستشار الأمن القومي مايك والتز لم يحسم بعد، ومن الوارد إجباره على الاستقالة عقب ما يتردد عن تسريب معلومات عسكرية بشأن العمليات ضد الحوثيين.
ووفق “بوليتيكو”، قال المسؤول الأمريكي إنَّ ترامب سيتخذ القرار النهائي بشأن مستشاره للأمن القومي خلال اليوم أو اليومين المقبلين.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـ “بوليتيكو “، إنهم منخرطون في محادثات نصية متعددة مع موظفين آخرين في الإدارة حول ما يجب فعله مع والتز، بعد التقرير المذهل الذي يفيد بأن المساعد الأعلى أدرج عن غير قصد رئيس تحرير مجلة أتلانتيك جيفري جولدبرج في محادثة خاصة تناقش ضربة عسكرية على الحوثيين.
وتابع: “كان من التهور عدم التحقق من هوية المشاركين في المحادثة، لا يُمكن أن يكون مستشار الأمن القومي متهورًا”.
وزير الدفاع ينفي التسريب
فيما، نفى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث نشر خطط الحرب في مجموعة التراسل.
وصرح للصحفيين أثناء زيارة رسمية إلى هاواي: “لم يرسل أحد خطط حرب عبر رسائل نصية، وهذا كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن”، حسب رويترز.
الحوثيون يردون على الضربات الأمريكية
يأتي هذا التسريب في وقت حساس، حيث تشن الولايات المتحدة ضربات جوية مكثفة ضد الحوثيين في اليمن، ردًا على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. وتوعد الحوثيون بالرد على هذه الضربات وتصعيد هجماتهم.
وتصاعدت المخاوف من أن يؤدي هذا التسريب إلى تقويض العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، وتعريض القوات الأمريكية للخطر.
تداعيات التسريب
لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الفضيحة على العلاقات بين الإدارة الأمريكية والكونجرس، وعلى العمليات العسكرية ضد الحوثيين. لكن المؤكد أن هذا التسريب قد أثار تساؤلات جدية حول أمن المعلومات في الإدارة الأمريكية، وكفاءة المسؤولين عن حماية الأسرار العسكرية.
