طفرة طبية جديدة.. تطوير دواء جديد لعلاج الثعلبة وتحفيز نمو الشعر

حقق فريق بحثي دولي اختراقًا علميًا قد يغير مسار علاج داء الثعلبة (Alopecia Areata)، وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر وظهور بقع صلعاء.
وتمكن العلماء من تطوير مركب جديد مشتق من حمض الإيتاكونيك، يحمل اسم “إيتاكونات” (itaconate)، وهو ما قد يفتح الباب أمام علاجات أكثر فاعلية وأقل آثارًا جانبية مقارنة بالخيارات الحالية.
اختراق علمي في تطوير أدوية أولية لعلاج الثعلبة
تمكن الفريق، بقيادة الدكتور بافيل ماجر من معهد الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية في براغ (IOCB Prague)، بالتعاون مع مختبرات “باربرا سلاشر” و”لويس جارزا” بجامعة جونز هوبكنز، من التغلب على تحديات امتصاص الإيتاكونات عبر تطوير أدوية أولية (prodrugs) تتحول إلى الشكل الفعّال داخل الجسم فقط، ما يضمن وصولها إلى بصيلات الشعر بتركيز مناسب.
نتائج واعدة ومركب فعال يحفز نمو الشعر
أكدت التجارب على الفئران أن المركب الجديد، خاصة SCD-153، يحقق نتائج مذهلة عند استخدامه كمرهم موضعي، حيث ساهم في:
تخفيف الالتهاب الذي يهاجم بصيلات الشعر.
حماية البصيلات وتحفيز نشاطها.
تسريع نمو الشعر الجديد.
وتعمل هذه المركبات على تحفيز انتقال بصيلات الشعر من مرحلة السكون إلى مرحلة النشاط، ما يعزز استعادة نمو الشعر الطبيعي.
اهتمام واسع واختبارات سريرية قيد التنفيذ
جذب هذا الاكتشاف اهتمام شركة الأدوية SPARC، التي حصلت على ترخيص لتقنية الأدوية الأولية القائمة على الإيتاكونات. وقد بدأت الشركة بالفعل المرحلة الأولى من التجارب السريرية لاختبار فاعلية وسلامة المركب الجديد على البشر، مع احتمال توفير العلاج قريبًا في شكل أقراص قابلة للبلع، ما يجعله أكثر راحة وسهولة مقارنة بالعلاجات الموضعية الحالية.
أمل جديد لملايين المرضى حول العالم
يُعد هذا الإنجاز العلمي خطوة فارقة في علاج داء الثعلبة، الذي يؤثر على حوالي 2% من سكان العالم، معظمهم من النساء. فإذا أثبتت التجارب السريرية نجاحها، فقد يصبح هذا العلاج الجديد بديلاً فعالًا للكورتيكوستيرويدات، التي تُستخدم حاليًا رغم آثارها الجانبية العديدة.
بهذا الاكتشاف، يقترب الطب من تقديم علاج فعّال يحسن حياة الملايين الذين يعانون من فقدان الشعر الناتج عن اضطرابات مناعية ذاتية.