“طريق الموت” في المنوفية يحصد حياة 19 فتاة.. ومطالبات عاجلة بتحرك حكومي لوقف نزيف الدماء

شهد الطريق الإقليمي الرابط بين الباجور وبنها وأشمون بمحافظة المنوفية، حادثًا مروعًا أسفر عن مصرع 19 شخصًا بينهم 18 فتاة في مقتبل العمر، كنّ في طريقهن للعمل لتأمين لقمة العيش، في مأساة هزّت الرأي العام المصري مساء أمس.
وأكد النائب أيمن معاذ، عضو مجلس النواب عن دائرة منوف، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، أن الطريق يشهد ما لا يقل عن 10 حوادث يوميًا، مرجعًا السبب الرئيسي في الحادث الأخير إلى تعاطي سائق الشاحنة للمواد المخدرة، مشيرًا إلى أنه سبق وتقدم بطلب إحاطة عاجل لوزير النقل منذ 10 أيام حول خطورة الطريق، إلا أن الطلب لم يناقش بعد ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية.
وأشار النائب إلى أن الطريق، الذي لم يمر على إنشائه سوى أقل من 8 سنوات، أصبح في حالة سيئة نتيجة الاستخدام الكثيف لشاحنات النقل الثقيل، ما تسبب في هبوط وتآكل الأسفلت، لافتًا إلى أن بعض أجزائه تعمل بحارة مرورية واحدة فقط منذ عام بسبب أعمال صيانة متعثرة.
وفي سياق متصل، أعرب الإعلامي عمرو أديب خلال المداخلة عن استيائه الشديد من الأوضاع المأساوية للطريق، متسائلًا: “هل صُمم الطريق ليمر عليه الناس سيرًا على الأقدام؟ من الطبيعي أن يستخدمه النقل الثقيل، فلماذا لم يُراع ذلك في التصميم؟”، مطالبًا بالكشف عن الجهة المسؤولة عن إنشاء الطريق ومحاسبة المتسببين في أي عيوب ظهرت بعد فترة قصيرة من التشغيل.
وبحسب تصريحات النائب معاذ، بلغت تكلفة إنشاء الطريق الإقليمي نحو مليار جنيه، فيما قد تصل تكلفة صيانته الحالية إلى مليار آخر، في ظل استمرار تكرار الحوادث وسقوط الضحايا.
من جانبه، أكد النائب محمود البرعي، عضو مجلس النواب عن الدائرة، أن الطريق يمثل شريان حياة يربط بين عدة محافظات، إلا أن تكرار الحوادث عليه أكسبه لقب “طريق الموت” إعلاميًا، موضحًا أن لجانًا فنية تدرس مشكلاته منذ عام، وسط استمرار العمل بنصف حارة فقط لتفادي إغلاق الطريق بالكامل.
وفي تفاصيل الحادث، أشارت التحقيقات الأولية إلى أن سائق الشاحنة فقد السيطرة على مركبته بعد انحرافه المفاجئ، ما أدى إلى اصطدامه بحافلة ركاب صغيرة كانت تقل الفتيات، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على السائق فور وقوع الحادث، ونقل المصابين والضحايا إلى مستشفيات الباجور وقويسنا وشبين الكوم التعليمي وأشمون العام.
وقد خيم الحزن على قرية كفر السنابسة بمركز منوف، التي فجعت بفقدان 18 من بناتها في هذه المأساة، حيث ودعت الأسر ضحاياها وسط حالة من الألم والصدمة.
ويؤكد الأهالي وخبراء المرور أن استمرار غياب الحلول الجذرية لمشكلات الطريق يمثل تهديدًا يوميًا لحياة المواطنين، مطالبين الدولة بسرعة التدخل لإعادة تأهيل الطريق ورفع كفاءته، وتشديد الرقابة المرورية، لضمان سلامة مستخدميه ووقف نزيف الدماء المتكرر.