تقارير وتحليلات

صراع السلطة في إسرائيل.. من يخلف رئيس “الشاباك” وسط العاصفة السياسية؟

تشهد الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل توترًا متصاعدًا مع تصاعد التكهنات حول هوية الشخصية التي ستتولى رئاسة جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” خلفًا لرونين بار، الذي يواجه موجة غير مسبوقة من الانتقادات والاحتجاجات، في ظل خلافات حادة بينه وبين وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير.

وسط هذه الأجواء المشحونة، يبرز اسم يائير ساجي كأبرز المرشحين لتولي المنصب، في وقتٍ يتصاعد فيه الجدل حول مستقبل الأمن الداخلي الإسرائيلي وتوازن القوى داخل الأجهزة الأمنية.

يائير ساجي.. قيادي مخضرم في “الشاباك”
بحسب ما أفادت به شبكة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية، فإن يائير ساجي، المعروف سابقًا بالرمز “ر” في الأوساط الأمنية، يُعد المرشح الأبرز لخلافة بار، نظرًا لخبرته الطويلة داخل “الشاباك”، حيث تقلّد عدة مناصب رفيعة، أبرزها منصب نائب رئيس الجهاز ورئيس قسم العمليات.

برز ساجي خلال عملية “الجرف الصامد” عام 2014 في قطاع غزة، حيث كان له دور في تطوير خطط مواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية، كما أشرف على العمليات الأمنية في المنطقة الجنوبية، مما جعله على تماس مباشر مع الوضع في القطاع.

صراع السلطة في إسرائيل.. من يخلف رئيس "الشاباك" وسط العاصفة السياسية؟

وعقب مغادرته “الشاباك”، اتجه إلى القطاع التكنولوجي، مبتعدًا عن المشهد الأمني، وهو ما يجعله، وفق الشبكة الإخبارية، مرشحًا محايدًا بعيدًا عن التحقيقات الجارية بشأن إخفاقات الجهاز في أحداث السابع من أكتوبر.

خلافات حادة بين بار وبن جفير
في سياق متصل، تصاعدت التوترات بين رئيس “الشاباك” الحالي رونين بار ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، حيث كشف الصحفي عاميت سيجل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن بن جفير وجّه اتهامات خطيرة إلى بار، متهمًا إياه بقيادة “جهاز سري” لجمع معلومات ضد القيادة السياسية، معتبرًا ذلك تهديدًا للديمقراطية ومحاولة انقلابية.

بلغت الأزمة ذروتها خلال جلسة حكومية يوم الأحد، حيث دخل بن جفير في مواجهة مباشرة مع بار، حاملًا وثائق يدّعي أنها تثبت تورط الأخير في التجسس على مسؤولين سياسيين، وقال بنبرة حادة: “نحن أمام رئيس شاباك كاذب ومجرم، مكانه في السجن”.

من جانبه، نفى بار هذه الاتهامات جملةً وتفصيلًا، مؤكدًا أنها “أكاذيب مختلقة”، واتهم بن جفير بقيادة حملة ممنهجة للإطاحة به، خدمةً لأجندات سياسية معينة.

صراع السلطة في إسرائيل.. من يخلف رئيس "الشاباك" وسط العاصفة السياسية؟
رئيس الشاباك رونين بار

احتجاجات شعبية ومخاوف من تدخل سياسي
يأتي هذا الصراع في ظل احتجاجات شعبية متزايدة في إسرائيل ضد محاولات إقالة رونين بار، حيث ترى المعارضة أن القرار يحمل بُعدًا سياسيًا بامتياز، ويهدف إلى إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية وفقًا لمصالح معينة، وسط تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى للتخلص من بار خوفًا من تحقيقات قد تطال شخصيات مقربة منه.

في هذا السياق، تشير تقارير “آي 24 نيوز” إلى أن اختيار خليفة بار قد يتحول إلى نقطة صراع بين التيارات السياسية المختلفة، حيث يسعى البعض إلى تعيين شخصية موالية للحكومة، بينما تحاول أطراف أخرى الحفاظ على استقلالية الجهاز الأمني.

هل يكون يائير ساجي هو الحل؟
في ظل هذا المشهد المتوتر، يبدو أن اسم يائير ساجي قد يشكل مخرجًا للأزمة، كونه شخصية تملك خبرة واسعة في “الشاباك”، لكنها لم تكن جزءًا من المعارك السياسية الأخيرة، مما قد يجعله خيارًا مقبولًا للأطراف المتنازعة.

ومع اشتداد الجدل حول مستقبل الأمن الداخلي الإسرائيلي، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع النظام السياسي تجاوز هذه العاصفة دون أن يترك ذلك أثرًا على استقرار “الشاباك”؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الإجابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى