شيرين عبدالجواد تكتب.. تشديد الرقابة على المهاجرين إلى الولايات المتحدة بالتتفتيش الرقمي

تصاعدت في الآونة الأخيرة ظاهرة منع دخول المهاجرين الشرعيين وحاملي التأشيرات إلى الولايات المتحدة، في ظل تشديد إدارة ترامب الرقابة على الهجرة والمعارضة السياسية. ويكثّف موظفو الجمارك وحماية الحدود عمليات التفتيش الرقمي لهواتف المسافرين، ما يثير مخاوف متزايدة ويدفع البعض إلى تقليل البيانات المتاحة على أجهزتهم الشخصية أثناء السفر.
إلى أي مدى تتكرر عمليات التفتيش؟
رغم تأكيد هيئة الجمارك وحماية الحدود أن عمليات التفتيش الرقمي لا تزال نادرة—حيث يخضع لها 0.01% فقط من الوافدين الأجانب—إلا أن الأرقام تشير إلى ارتفاع ملحوظ في وتيرتها. فقد أجرى الضباط نحو 47,100 عملية تفتيش للأجهزة خلال السنة المالية 2024، أي أكثر من ضعف المعدلات المسجلة قبل عقد من الزمن.
ما هي صلاحيات ضباط الحدود؟
وفقًا للمادة الرابعة من الدستور الأمريكي، التي تحمي الأفراد من التفتيش والمصادرة غير المبررة، يتمتع ضباط الحدود باستثناء كامل، مما يمنحهم صلاحية تفتيش الهواتف وأي أجهزة إلكترونية دون الحاجة إلى أمر قضائي، حتى بالنسبة لحاملي الإقامة الدائمة. وتنقسم عمليات التفتيش إلى نوعين:
التفتيش الأساسي: يشمل تصفح المحتوى المحلي للهاتف، مثل محفوظات المتصفح والملفات المخزنة، دون الوصول إلى البيانات السحابية.
التفتيش الجنائي: يعتمد على أدوات خاصة لاستخراج البيانات ويتطلب مستوى أعلى من الشك، لكنه لا يستوجب مذكرة قضائية عند الحدود.
حقوق المسافرين.. نسبية ومتفاوتة
لا يمكن منع المواطنين الأمريكيين من دخول البلاد إذا رفضوا تفتيش أجهزتهم، لكن السلطات قادرة على مصادرتها. أما المقيمون الدائمون، فبقاؤهم خارج الولايات المتحدة لأكثر من 180 يومًا قد يجعلهم عرضة لإعادة التقييم عند الدخول. وتختلف هذه القواعد من ولاية لأخرى؛ فبينما تحظر محاكم نيويورك التفتيش دون إذن، تظل هذه الممارسات قانونية في تكساس وفرجينيا. أما حاملو تأشيرات السياحة أو الطلاب، فهم الأكثر عرضة للترحيل الفوري إذا رفضوا التفتيش، دون وجود أي مجال للاعتراض.
كيف تحمي بياناتك عند العبور؟
لضمان حماية البيانات أثناء السفر إلى الولايات المتحدة، توصي مؤسسة التخوم الإلكترونية (EFF) بالخطوات التالية:
استخدام كلمات مرور قوية بدلًا من بصمة الوجه أو الإصبع، حيث لا يمكن إجبار المسافر على الإفصاح عنها قانونيًا.
إجراء نسخة احتياطية للبيانات قبل السفر وحفظها في التخزين السحابي.
مسح كافة البيانات الشخصية من الهاتف، بما في ذلك مجلد “المحذوف مؤخرًا”، حيث يمتلك الضباط صلاحية تفتيشه.
ومع استمرار هذه الإجراءات المثيرة للجدل، يظل السفر إلى الولايات المتحدة محفوفًا بالتحديات، خاصة لمن يحملون تأشيرات مؤقتة أو إقامة دائمة، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه السياسات على حقوق المسافرين في المستقبل.