تقارير وتحليلات

“شنغن عسكري”: أوروبا تطلق منصة SDMMS لتسريع عبور القوات من أسابيع إلى 3 أيام فقط

تتجه دول الاتحاد الأوروبى نحو أكبر تحول عسكرى منذ نهاية الحرب الباردة، بينما تزداد طبول الحرب قرعا على حدود أوروبا الشرقية، ومع تصاعد التوترات مع روسيا، ووضعت بروكسل هدفا واضحا إزالة أى عوائق قد يؤخر تحرك جندى واحد أو عربة مدرعة عبر القارة.

وفي خطوة وُصفت بأنها تاريخية، أطلقت 11 دولة أوروبية منصة SDMMS الرقمية، التي تُعد النواة الفعلية لـ شنغن عسكري جديد قادر على تقليص تصاريح عبور القوات من أسابيع إلى أيام معدودة. خطوة ليست تقنية فحسب، بل إعلان صريح بأن أوروبا تعيد رسم خريطة الردع وتتهيأ لأسوأ السيناريوهات في مواجهة موسكو.

إنشاء شنجن عسكرى حقيقى

قبل أسابيع قليلة، اتخذت المفوضية الأوروبية وكاجا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، خطوة جديدة نحو إنشاء شنجن عسكري حقيقي وتحويل صناعة الدفاع الأوروبية بشكل عميق.

تسهيل الحركة السريعة للقوات والمعدات

وقدمت المؤسستان حزمة من التدابير الهادفة إلى تعزيز الجاهزية العسكرية وتسهيل الحركة السريعة للقوات والمعدات والوسائل عبر الأراضي الأوروبية، إضافة إلى دعم الابتكار المتقدم في قطاع الدفاع.

وتشمل حزمة التنقل العسكري لائحة جديدة محددة واتصالاً مشتركاً يحددان هدف إنشاء مساحة أوروبية جاهزة بالكامل للحركة السريعة والآمنة للقدرات العسكرية قبل عام 2027.

وتهدف المبادرة إلى إزالة العقبات التنظيمية، وتوحيد الإجراءات، وضمان قدرة أوروبا على الاستجابة بسرعة في حالات الأزمات.

ركائز أساسية للائحة الجديدة

من بين الركائز الأساسية للائحة الجديدة إزالة الحواجز الإدارية، وللمرة الأولى تُطرح قواعد موحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي للتحركات العسكرية عبر الحدود، مع إجراءات واضحة ووقت معالجة لا يتجاوز ثلاثة أيام،  كما سيتم تبسيط الإجراءات الجمركية لتسريع حركة المواد الحساسة عبر عدة دول أعضاء.

كذلك تقترح المفوضية إنشاء إطار طوارئ من خلال  النظام الأوروبي للاستجابة المعززة للتنقل العسكري، ويسمح هذا النظام بتفعيل إجراءات مسرّعة ومنح القوات المسلحة أولوية الوصول إلى البنية التحتية عند العمل في إطار الاتحاد الأوروبي أو الناتو، خصوصاً في أوقات التوتر أو الأزمات.

نظام SDMMS الرقمي للتنقل العسكري

وبينما يجري إعداد هذه الإصلاحات الكبرى، بدأت بالفعل مبادرات جزئية كخطوة أولى نحو ما هو قادم. فقد طوّرت 11 مؤسسة من 10 دول في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى النرويج نظام SDMMS، وهي منصة رقمية تخفض مدة إصدار التصاريح من أسابيع إلى 3–5 أيام عمل فقط، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن السيبراني وسيادة البيانات.

صندوق الدفاع الأوروبى

ووفقا للتقرير فإن المشروع يتم تمويله من قبل صندوق الدفاع الأوروبى، ومن المتوقع أن يصبح نموذجا أوليا لما سيكون عليه شينجن العسكرى الذى يدفع الاتحاد الأوروبى نحو اعتماده منذ اقتراح لائحة نوفمبر 2025.

ما هو SDMMS وكيف يعمل؟

SDMMS هو حل متكامل قائم على تكنولوجيا المعلومات لتسهيل تبادل المعلومات مباشرة وبشكل آمن بين الدول طالبة التصاريح والدول المستقبلة، بهدف تسريع حركة الوحدات العسكرية والأفراد والمعدات والإمدادات.
يقوده شركة Cybernetica AS الإستونية بالاعتماد على منصتها المعروفة UXP المستخدَمة في حوكمة 14 دولة إلكترونياً.

يتميّز النظام ببنية اتحادية (فيدرالية) تسمح لكل دولة باستضافة نسختها الخاصة التي يمكن تكييفها مع متطلبات المصادقة وإدارة البيانات الوطنية، مع ضمان التوافق مع أنظمة قائمة مثل LOGFAS EVE للناتو.

أبرز وظائفه

–  بيئة رقمية موحدة للسلطات العسكرية والمدنية في كل الدول المشاركة.
–  توحيد الوثائق والإجراءات وفق متطلبات 11 دولة.
–  تبادل آمن لنموذج 302 (الاتحاد الأوروبي/الناتو) بين الدول والجمارك.
– قناة اتصالات قوية.
– معالجة تلقائية لتصاريح السفر الدبلوماسي، وتصاريح الانتشار السنوية، وتنقل القوافل الضخمة، والنقل بالسكك الحديدية أو الأنهار، وطلبات الزيارة.
– يدعم النظام جميع وسائل النقل: الجوي والبحري والبري، مع تخصيص دقيق للأدوار والصلاحيات. من المخطط إطلاقه أولياً في منتصف 2025، وتطبيقه على نطاق واسع بنهاية العام، واختباره في تمرين عسكري حقيقي قبل نهاية 2025.

 الدول المشاركة :

يضم الاتحاد، بلغاريا والتشيك واستونيا والمانيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورج وهولندا وبولندا ورومانيا والنرويج، كل من هذه المؤسسات يساهم في الأمن السيبراني والتوافقية  واختبار النظام. تسعة وزارات دفاع تشارك في تطوير المتطلبات والتحقق من النظام.

الأهداف والتمويل

مدة المشروع 36 شهراً بميزانية 10.8 ملايين يورو، وهدفه تحديث التنقل العسكري في الاتحاد الأوروبي والناتو عبر:
– تقليص وقت الموافقات من أسابيع إلى 3–5 أيام
– تعزيز الردع عبر زيادة سرعة التحرك
– إنشاء منصة أوروبية موحدة وآمنة
– تقليل تجزئة الأنظمة العسكرية
حصل المشروع على تمويل من صندوق الدفاع الأوروبي، وقد اجتاز اختبارات مهمة في تمرين NATO CWIX وعُرض بنجاح في تالين أمام مسؤولين من وزارات دفاع عدة ودول الناتو.

هل سيُفتح أمام دول أخرى؟

في الوقت الحالي هو محدود بالدول المشاركة لتجريبه، لكن الرؤية المستقبلية هي اعتماده من كل دول الاتحاد الأوروبي والناتو. بنيته المرنة تسمح بالتوسع بسهولة دون تطوير إضافي كبير.
قال آرني أنسبر، مدير التكنولوجيا في Cybernetica أمام الضغط الجيوسياسي، يوفر SDMMS القدرة على نقل الأفراد والمعدات بسرعة داخل الاتحاد الأوروبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى