الاقتصاد

رسائل تطمين من الرئيس الصيني للمستثمرين وسط مخاوف من حرب تجارية مع أمريكا

حثّ الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال اجتماع مع رؤساء تنفيذيين لشركات متعددة الجنسيات، على ضرورة حماية الصناعة العالمية وسلاسل التوريد، في ظل مساعي بكين لطمأنة المستثمرين الأجانب بشأن صحة الاقتصاد الصيني، وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة.

وشارك في الاجتماع، الذي عُقد يوم الجمعة، نحو 40 من كبار المديرين التنفيذيين، بينهم رؤساء شركات بارزة مثل «أسترازينيكا»، و«فيديكس»، و«أرامكو السعودية»، و«ستاندرد تشارترد»، و«تويوتا». وأكد شي أن استقرار سلاسل التوريد يعد “ضمانًا مهمًا للتنمية السليمة للاقتصاد العالمي”.

ويأتي هذا التحرك الصيني في وقت تتزايد فيه المخاوف من تجدد الحرب التجارية مع واشنطن، مما قد يضعف النمو الاقتصادي للصين، التي تعاني من تداعيات جائحة كورونا والتشديدات التنظيمية التي أضرّت بثقة الشركات الأجنبية.

رسائل تطمين من الرئيس الصيني للمستثمرين وسط مخاوف من حرب تجارية مع أمريكا

لقاء دبلوماسي اقتصادي ورسائل تطمين
أوضح شون شتاين، رئيس مجلس الأعمال الأميركي – الصيني، أن قادة الأعمال الذين حضروا الاجتماع شعروا بأن اللقاء كان مجديًا، مشيرًا إلى أن الرئيس الصيني “لم يكتفِ بالاعتراف بالتحديات، بل تعهد باتخاذ إجراءات حكومية لدعم المستثمرين”.

وخلال الجلسة، جلس المسؤولون التنفيذيون في تشكيل حدوة حصان، حيث شغل الصفوف الأمامية رؤساء شركات كبرى مثل «مرسيدس-بنز»، و«إتش إس بي سي»، و«أرامكو».

وأشار فرنك بورنوا، نائب الرئيس وعميد كلية الأعمال الدولية الصينية الأوروبية في شنغهاي، إلى أن هذا اللقاء يمثل نموذجًا واضحًا لـ”دبلوماسية الأعمال”، لكنه شدد على أن نجاحه يعتمد على الإجراءات المستقبلية التي ستتخذها الحكومة الصينية لتعزيز ثقة المستثمرين.

رسائل تطمين من الرئيس الصيني للمستثمرين وسط مخاوف من حرب تجارية مع أمريكا
الرئيس الصيني

انخفاض الاستثمار الأجنبي وتجدد الحرب التجارية
تكثفت الاجتماعات بين المسؤولين الصينيين وكبار المستثمرين الأجانب بعد أن أظهرت البيانات انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 27.1% خلال عام 2024، وهو أكبر تراجع منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وأكد شي أن “الصين كانت وستظل وجهة استثمارية آمنة وواعدة”، مشيرًا إلى أن الشركات الأجنبية تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الصيني، سواء من خلال التوظيف أو العوائد الضريبية.

لكن في المقابل، تفاقمت التحديات أمام المستثمرين بفعل القيود التنظيمية والحملات المفاجئة على الشركات الأجنبية، إلى جانب حرب الرسوم الجمركية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي أعلن فرض تعريفات بنسبة 20% على الصادرات الصينية، مما دفع بكين للرد بإجراءات مضادة.

وفي ختام الاجتماع، شدد شي على أن “العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة يجب أن تقوم على تحقيق المنفعة المتبادلة”، لكنه لم يخفِ قلقه من تداعيات السياسات الحمائية التي قد تؤثر على استقرار الأسواق العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى