تقارير وتحليلات

رحلة علمية تتحول لمأساة.. وفاة طالبة بجامعة بنها وإصابة 12 آخرين في انقلاب ميكروباص على طريق أبوسمبل

 

لم تكن رحلة طلاب كلية التربية التطبيقية بجامعة بنها لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني مجرد رحلة علمية أو ترفيهية عابرة، بل تحولت فجأة إلى مأساة إنسانية هزت قلوب زملائهم وأساتذتهم وأسرهم.

 

الواقعة حدثت عند الكيلو 110 على طريق أبوسمبل – أسوان، حينما انقلب الميكروباص الذي كان يقل 13 طالبًا وطالبة من قسم الميديا والإعلام. التحقيقات الأولية أكدت أن السبب وراء الحادث هو انفجار الإطار الأمامي نتيجة السرعة الزائدة، ما أدى إلى فقد السائق السيطرة على عجلة القيادة وانقلاب السيارة على جانب الطريق.

 

أسفر الحادث عن وفاة طالبة في الحال، بينما نُقل بقية المصابين إلى مستشفى أسوان الجامعي لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة. الإصابات تنوعت بين كسور وجروح وكدمات، فيما وُضعت حالتان تحت الملاحظة في العناية المركزة لخطورة حالتهما، والباقي يتلقون الرعاية في الغرف العادية تحت إشراف طبي متكامل، لضمان متابعة حالتهم حتى تماثلهم للشفاء الكامل.

 

اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، حرص على زيارة الطلاب المصابين في المستشفى برفقة الدكتور أشرف معبد، مدير مستشفى الجراحة، واطمأن على حالتهم الصحية، مؤكداً أن كافة الدعم والرعاية الطبية متوفرة لكل الحالات.

 

كما أعلن إحالة الواقعة للنيابة العامة للتحقيق في ظروف الحادث وتحديد المسؤوليات، مؤكدًا أن المحافظة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطلاب في الرحلات المستقبلية.

 

كما قدم المحافظ خالص العزاء لأسرة الطالبة المتوفاة، متمنيًا لها الرحمة والمغفرة، ولذويها الصبر والسلوان، كما تابع احتياجات المصابين على مدار زيارته للتأكد من توفير العلاج المطلوب لكل حالة.

 

وفي الوقت نفسه، تابعت إدارة جامعة أسوان بقيادة الدكتور لؤي سعد الدين، القائم بأعمال رئيس الجامعة، الحالات الصحية للطلاب، حيث تواصلت الجامعة مع رئيس جامعة بنها الدكتور ناصر الجيزاوي، لإطلاعه على آخر التطورات الصحية لكل طالب وطالبة، وأكدت أن معظم الإصابات مستقرة وأن الطلاب يتلقون الرعاية الطبية اللازمة بشكل مستمر.

 

الحادث المأساوي يعيد التأكيد على خطورة السرعة الزائدة والإهمال في إجراءات السلامة على الطرق السياحية، خصوصًا عند نقل الطلاب في رحلات علمية وميدانية، حيث يمكن لحظة غفلة أن تتحول إلى كارثة حقيقية تصيب العديد من الأرواح وتترك أثرًا نفسيًا بالغًا على زملائهم وأسرهم.

 

رحلة كان من المفترض أن تكون للتعلم والفن والثقافة تحولت في لحظات إلى مأساة حقيقية، وتطرح تساؤلات مهمة عن معايير السلامة للرحلات الطلابية، ومراقبة السائقين، والإشراف الكافي على الرحلات، فهل ستتخذ الجهات المختصة خطوات حاسمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى