العرب والعالم

رئيس وزراء لبنان: العروبة مشروع مستقبل لا صفحة من الماضي

أكد رئيس وزراء لبنان أن العروبة ليست مجرد صفحة من الماضي، بل مشروع مستقبلي ينبض بالحياة، مشددًا على أن جامعة الدول العربية تمثل إحدى أقدم التجارب المؤسسية العابرة للأوطان، وركنًا أساسيًا في صياغة الوجدان والعمل العربي المشترك منذ تأسيسها بالقاهرة عام 1945.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها نواف سلام، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، حيث عبّر عن تقديره للدور التاريخي للجامعة كمنبر للدفاع عن قضايا الأمة وصياغة المصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن العرب كانوا سبّاقين عالميًا في إرساء نموذج التكامل الإقليمي قبل ظهور التكتلات الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
وقال رئيس الوزراء إن المتغيرات العالمية تُحتّم على العرب الانتقال من الروابط الشعورية إلى هندسة المصالح المشتركة، مؤكداً أن السيادة اليوم لا تُقاس بالانعزال عن العالم، بل بالقدرة على المشاركة الفاعلة وصنع القرار في النظام الدولي.

وأشار إلى أن المنطقة العربية تواجه تحديات غير مسبوقة من فلسطين ولبنان إلى الخليج والبحر الأحمر وشمال إفريقيا، وهو ما يفرض تطوير مفهوم الأمن القومي ليشمل إلى جانب الدفاع، الأمن الاقتصادي والمائي والغذائي والتكنولوجي والمعرفي.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد رئيس الوزراء أن فلسطين ستظل القضية المركزية للعرب، رافضًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم خارج وطنهم، ومشددًا على ضرورة دعم وكالة الأونروا باعتبارها ركيزة للاستقرار الإقليمي. كما دعا إلى إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان ودعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

كما شدد على أهمية الأمن المائي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مؤكدًا أن حماية الموارد المشتركة وعلى رأسها نهر النيل تتطلب دبلوماسية مائية قائمة على الحقوق والتعاون لا النزاع.

وعن الوضع في لبنان، أوضح أن الحكومة تفتح صفحة جديدة قائمة على الإصلاح وتعزيز سيادة الدولة وتنفيذ اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1701، مع التمسك بحق لبنان في تحرير أراضيه ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وإعادة الحياة إلى الجنوب والمناطق المتضررة.

وأعرب عن تقدير لبنان للدعم العربي، داعيًا إلى إطلاق شراكات استراتيجية عربية في التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والاقتصاد الأخضر والأمن الغذائي والمائي والطاقة، وإنشاء منصات مشتركة للخبرات والكفاءات العربية في الداخل والمهجر.

واختتم كلمته مؤكدًا أن العرب يقفون على أعتاب لحظة تاريخية تتطلب الإيمان بالقدرات الذاتية والإرادة المشتركة، قائلاً: “العروبة ليست ذكرى نرويها، بل مشروع نبنيه، وإذا صدقت الإرادة تحوّل الحلم العربي إلى حقيقة واقعية على الأرض”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى