تقارير وتحليلات

دعم كبير للقوات البحرية.. الصين تكشف عن الطائرة الشبحية جي جي-11 

 

 

مع انطلاق احتفالات الصين بعيد النصر في بكين، لفتت طائرة بدون طيار من الجيل المتقدم الأنظار وهي تمر عبر ميدان تيانانمين؛ الطائرة المسماة جي جي-11 والمرقّم عليها 21 ظهرت بملامح تصميم متطورة تشير إلى قدرة قتالية متكاملة قد تغيّر قواعد الاشتباك في الأجواء والبحر معًا.

 

ما جاء في التفاصيل يبيّن لماذا يعتبر محلّون هذا الظهور أكثر من مجرد استعراض احتفالي.

 

ملامح التصميم والقدرات الميكانيكية

تصميم الطائرة من نوع “الجناح الطائر” يقلل بصمتها الرادارية والحرارية: مدخل هواء بشكل حرف S، فوهة دفع مسطحة، وجسم مدمج قادر على حمل ذخائر داخل حظائر مسلحة داخلية.

مثل هذه المواصفات تمنحها قدرة على تنفيذ مهام استطلاع عميق، قمع الدفاعات الجوية، وشن ضربات دقيقة مع تقليل احتمال كشفها.

 

كما لوحظت مفصلات قابلة للطي عند أجنحتها، ما يشير بوضوح إلى احتمال وجود نسخة مصممة للتشغيل من على متن سفن بحرية — سمة حاسمة إذا ثبت أنها قابلة للإقلاع والهبوط من منصات بحرية أو سفن برمائية. المواصفات المتداولة تشير إلى جناح بعرض يقارب 14 متراً وطول نحو 10 أمتار، ومدى قتالي يتيح تغطية مساحات واسعة داخل ما يُطلق عليه “السلسلة الأولى” من الأرخبيلات في غرب المحيط الهادئ.

 

الإمكانية البحرية وارتباطها بـ Type-076

ظهور عناصر تصميم توحّد بينها شعارات سفينة من فئة Type-076 يشير إلى محاولة لتحقيق تكامل بين المنصات البحرية المتقدمة وهذه الدرونات الشبحية. في حال تحقق التشغيل البحري العملي، قد تصبح هذه الطائرة — أو نسخها البحرية التي قد تُشار إليها اختصارًا GJ-21 — أول طائرة قتالية شبحية غير مأهولة تعمل فعليًا من على سطح سفينة، وهو ما يعدّ قفزة نوعية مقارنة بالتجارب الأخرى في دول غربية التي لم تتجاوز مرحلة تجريبية متخصصة (مثل X-47B الذي لم يترسخ تجاريًا، أو MQ-25 المخصّص للتزود بالوقود).

 

البعد الشبكي والذكاء الاصطناعي

أهمية الطائرة لا تقتصر على الخصائص الفيزيائية فقط، بل تمتد إلى مستوى التحكم الذكي؛ التقديرات تشير إلى قدرة عالية على العمل شبه الذاتي: من الإقلاع والهبوط إلى تخطيط المسارات والتعرف على الأهداف وإطلاق الذخائر، إضافةً إلى العمل كعقدة شبكية متعاونة ضمن تشكيلات تضم طائرات مأهولة وغير مأهولة. هذا التكامل يجعل من الطائرة “رفيقًا” أو “مترافقًا” للدوريات المأهولة، ويعيد تشكيل مفاهيم السيطرة الجوية والدعم البحري التكتيكي.

 

التأثير الاستراتيجي والاعتبارات التكتيكية

إذا نجحت بكين في نشر نسخة بحرية عملية، فهذا يمنح منصات برمائية وصغيرة نسبياً قدرات إسقاط ضربة بعيدة المدى وبصمة توقيع منخفضة، وبتكلفة أقل من المقاتلات المأهولة. على مستوى الاستراتيجية الإقليمية، يعزّز هذا من قدرة الصين على النفوذ في نطاق سلسلة الجزر الأولى ويشكل عامل ضغط على شبكات الدفاع الجوي والبحري الإقليمية. كما أن الانتشار الفعلي لطائرة شبحية غير مأهولةٌ عاملة من على سطح سفينة يمكن أن يدفع إلى تطوير مضادات وأنظمة كشف متخصصة لمواجهة هذه الفئة الجديدة.

 

المقارنة مع تجارب دولية سابقة

حتى الآن، لم تعلن دولة أخرى عن سلاح بحري قابل للتشغيل عمليًا من سطح سفينة يجمع بين خاصية الشبحية والقتالية وعمليات الإقلاع والهبوط المستقلة. تجارب أمريكية سابقة تقدّمت في المسار التقني لكنها لم تترسخ على شكل منصة قتالية تشغيلية على نطاق واسع. لذلك، إن حققت بكين ذلك فستكون سباقة في ميدان التكامل بين المأهول وغير المأهول عمليًا.

 

خلاصة مؤقتة

جي جي-11 ليست مجرد عرض احتفالي، بل مؤشر على مسار واضح لتطوير أنظمة غير مأهولة متقدمة قادرة على العمل بحرًا وهادفًا إلى تقليل الاعتماد على الطائرات المأهولة في مهام عالية المخاطر. نجاح هذا المسار من شأنه أن يغيّر قواعد التكتيك في مناطق النفوذ البحري ويستدعي مراجعات دفاعية لدى الدول الأخرى. مع ذلك، يبقى الحكم النهائي مرهونًا بإثبات القدرة التشغيلية البحرية الفعلية، وإجادة إجراءات الإقلاع والهبوط من منصات بحرية، ونشر هذه المنصات على نطاق عملي لاختبارات عسكرية محدودة.

 

هل تحب أن أحوّل هذا الملخص إلى تقرير صحفي مطوّل للمنشور يتضمن أمثلة تاريخية للتجارب الأمريكية (X-47B وMQ-25) ومقارنات تقنية أوسع؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى