تقارير وتحليلات

خطة ترامب الجديدة.. هدنة 20 يومًا للإفراج عن الرهائن وسيطرة عربية مؤقتة على غزة

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ملامح خطة جديدة يسعى من خلالها إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، عبر مبادرة تتضمن وقف إطلاق النار لمدة عشرين يومًا، بالتوازي مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان عبر المؤسسات الدولية، وصولًا إلى صياغة ترتيبات سياسية وأمنية لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد القتال.

وبحسب ما نقلته القناة العبرية الـ13 وصحف أمريكية ودولية، فإن المبادرة التي طرحها ترامب على القادة العرب خلال اتصالات مكثفة في الأيام الماضية، تنص على التزام حماس بالإفراج التدريجي عن الرهائن الإسرائيليين، بحيث يتم إطلاق سراحهم جميعًا في نهاية فترة الهدنة، مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية وانسحاب تدريجي للقوات من القطاع.

المرحلة التالية في خطة ترامب، وفق المصادر ذاتها، تقوم على انتقال السيطرة على غزة مؤقتًا إلى مجموعة من الدول العربية والإسلامية لمدة ثلاث سنوات، على أن تعمل هذه الدول على إدارة شؤون القطاع الأمنية والخدمية والإنسانية، في انتظار تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة عن حركة حماس، بما يفتح الباب أمام تسوية سياسية أوسع تشمل الضفة الغربية أيضًا.

وتشير التقارير إلى أن بعض الدول العربية أبدت موافقة مبدئية على الانخراط في هذا الدور الانتقالي، مع انتظار موقف إسرائيل النهائي من المبادرة. بينما شدد ترامب، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن استمرار الحرب لا يخدم أي طرف، داعيًا إلى الإفراج الفوري عن الرهائن، ومؤكدًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذا التوقيت سيكون بمثابة “جائزة كبيرة للإرهابيين”.

في المقابل، تناولت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية بُعدًا آخر في خطة ترامب، يتمثل في موقفه الرافض لأي تحرك إسرائيلي لضم أراضٍ في الضفة الغربية إلى سيادتها. وأكدت الصحيفة أن ترامب أبلغ القادة العرب بشكل مباشر بأنه لن يسمح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي في هذا المسار، مشددًا على أن ضم الضفة سيؤدي إلى تقويض اتفاقيات إبراهيم التي عملت عليها إدارته في السنوات الماضية.

وتعكس هذه التصريحات، وفق محللين، محاولة من ترامب لإعادة التموضع كوسيط رئيسي في الصراع، مستفيدًا من ثقل الولايات المتحدة الدولي وعلاقاته الوثيقة مع إسرائيل والدول العربية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.

وبينما تستعد واشنطن لاستضافة قمة في البيت الأبيض تضم ترامب وعددًا من قادة الدول العربية لبحث تفاصيل المبادرة، تبقى فرص نجاح الخطة مرهونة بمدى استعداد إسرائيل للتنازل عن إدارة القطاع لصالح ترتيبات عربية مؤقتة، وبقدرة الدول العربية على تحمل مسؤولية معقدة في واحدة من أكثر المناطق حساسية على خريطة الشرق الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى