حين تنحني الأوسمة أمام عطاء وإنسانية “أم الإمارات”

كتب/ أحمد فاضل
في مشهدٍ استثنائي يتجاوز حدود البروتوكول، ويلامس جوهر القيم الإنسانية، قلدت الجمهورية التركية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات”، بأرفع أوسمتها في تكريمٍ لم يأتِ مجاملةً، بل عرفانًا بدورٍ استثنائي لامرأة صنعت التاريخ بقلبها قبل قراراتها، وكتبت مجدها بإنسانيتها قبل ألقابها.
هذا الوسام الذي لا يُمنَح إلا لقلّة نادرة من القادة حول العالم، وجد طريقه نحو سمو الشيخة فاطمة، لأنها لم تكن فقط ركيزة في مسيرة وطنها، بل كانت ضميرًا حيًا للعالم، ورمزًا للسلام الرحب الذي لا يعرف حدودًا ولا جنسية، تكريمها هو تكريم لكل امرأة آمنت بقدرتها على التغيير، ولكل يدٍ امتدت بالعطاء بصمت، ولكل فكرٍ استشرف الغد من عمق المعاناة.
فاطمة بنت مبارك لم تُكرَّم لأنها “أم الإمارات” فحسب، بل لأنها باتت “أم الإنسانية” في معناها الأوسع، رؤيتها للمرأة ليست ترفًا نخبويًا، بل مشروع وطني وإنساني، صاغته بالجهد، وسقته بالأمل، ودفعت به إلى مقدمة المشهد العالمي، حتى بات اسمها مرادفًا للقوة الرحيمة، والحكمة الناعمة.
إن منحها وسام الجمهورية التركية، وهي أول امرأة تناله، ليس مجرد حدث دبلوماسي، بل لحظة مفصلية في الوعي العالمي تجاه الدور المحوري للقيادات النسائية، إنه رسالة من أنقرة إلى العالم مفادها: هناك نساء لا يُقمن الدول فقط، بل يُنقذن ضميرها.
تكريمها من أنقرة هو إعلان عالمي جديد بأن هناك نساء لا يصنعن المستقبل فقط، بل يُرمّمن روح العالم، ويبعثن في الضمير الإنساني معنى أن يكون القائد أمّاً، والرمز إنساناً.
من قلب الإمارات إلى وجدان الإنسانية، ومن أنقرة إلى محافل العالم، تبقى فاطمة بنت مبارك شاهدة على أن القيم لا تموت، وأن من يزرع النور في دروب الآخرين، لا بد أن يضيء تاريخه بأوسمة الخلود.