تقارير وتحليلات

“حنظلة” تبحر من إيطاليا نحو غزة لكسر الحصار.. وسط مخاوف من مصير “مادلين”

“حنظلة” تبحر من إيطاليا نحو غزة لكسر الحصار.. وسط مخاوف من مصير “مادلين”
أبحرت سفينة “حنظلة” من إيطاليا متجهة إلى قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ 17 عامًا، وذلك ضمن مهمة أطلقها تحالف “أسطول الحرية” تحت شعار “من أجل أطفال غزة”، وسط مخاوف متزايدة من أن تواجه السفينة مصيرًا مشابهًا لسفينة “مادلين” التي اعترضتها إسرائيل في وقت سابق.

وذكر الموقع الرسمي لأسطول الحرية أن السفينة وصلت إلى مالطا مساء الثلاثاء 13 أغسطس، حيث ستتاح للصحفيين فرصة مشاهدتها ولقاء النشطاء المشاركين على متنها، للتعرف على المهمة الإنسانية والسياسية التي تهدف إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

السفينة “حنظلة” تحمل على متنها عشرين ناشطًا من عدة دول، من بينهم أطباء ومعالجون ومتخصصون في العمل الإنساني، وترافقهم مساعدات إنسانية موجهة إلى سكان غزة، الذين يعيشون في ظروف صعبة جراء الحصار المستمر، لا سيما في ظل الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر.

وقالت ريم أبو جامع، رئيس اتحاد المرأة العربية المتخصصة والقيادية بحركة فتح، في تصريحات خاصة لـ”تليجراف مصر”، إن “حنظلة” تمثل رسالة تضامن غربي مع الفلسطينيين، في وقت يتفرج فيه العالم العربي والإسلامي على معاناة غزة دون حراك.

وأضافت أبو جامع: “العالم أصبح يتغنّى بمواقف الدول الغربية التي لا تشاركنا لا اللغة ولا الدين، بينما أهل غزة يُتركون لمصيرهم”، معربة عن خشيتها من أن تواجه “حنظلة” نفس مصير “مادلين”، مؤكدة أن إسرائيل “لن تسمح بوصول السفينة إلى مياه غزة”.

وتأتي هذه التحركات بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية سفينة “مادلين” من الوصول إلى غزة، واحتجزت طاقمها المكون من 12 ناشطًا، وأجبرتهم على التوجه إلى إسرائيل رغم اعتراض السفينة في المياه الدولية.

وخلال جلسة استماع استمرت خمس ساعات أمام القضاء الإسرائيلي، جرى توجيه اتهامات للنشطاء بدخول إسرائيل بشكل غير قانوني، رغم إجبارهم على ذلك. ووفقًا لمركز “عدالة” الحقوقي، فإن السلطات الإسرائيلية أصدرت قرارًا بمنع النشطاء من دخول إسرائيل لمدة 100 عام بموجب قانون الهجرة لعام 1952.

وتحدث عدد من النشطاء عن ظروف احتجاز سيئة، منها انتشار بق الفراش ومياه غير صالحة للشرب، فيما أعلن الناشط البرازيلي تياجو أفيلا عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجًا على احتجازهم.

وطالبت جهات حقوقية بالإفراج الفوري عن النشطاء، معتبرة اعتراض السفينة واعتقال ركابها خرقًا للقانون الدولي، في ظل الحصار الذي وصفته محكمة العدل الدولية بأنه يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني في القضية المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.

ومع استمرار المواجهة القانونية والسياسية حول “مادلين”، تتابع الأنظار مصير “حنظلة”، وسط تساؤلات حول رد الفعل الإسرائيلي وما إذا كانت السفينة ستتمكن من الوصول إلى شواطئ غزة، أم أنها ستُضاف إلى قائمة السفن التي اصطدمت بجدار الحصار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى