تقارير وتحليلات

حركة “ميدان” الوجه الجديد للإخوان في مصر.. أسرار مخطط الجماعة من أسطنبول إلى القاهرة

في الوقت الذي تنشغل فيه العواصم العالمية بأزمات الطاقة واللجوء والحرب المستعرة في غزة، وعلى وقع التدهور الاقتصادي الذي ينهك دول المنطقة، تتسلل إلى الساحة حركة جديدة ترفع لواء التغيير السلمي وتلوّح بخطاب شبابي مدني… لكنها تحمل في طياتها مشروعًا أقدم وأخطر: مشروع الإخوان المسلمين.

اسمها “ميدان”.. ووجهها ناعم، لكن قلبها إخواني.
رغم الضربات الموجعة التي تلقّتها جماعة الإخوان منذ 2013، والتضييق التنظيمي والمالي الذي كبّل حركتها، يبدو أن الجماعة قررت العودة إلى المشهد المصري والعربي بوجه جديد، أكثر ليونة ودهاء. الواجهة: “حركة ميدان”. الشعار: الحريات وحقوق الإنسان. أما الهدف الحقيقي: إعادة التغلغل والسيطرة.

قيادات مألوفة بملامح “مودرن”
تقف وراء “ميدان” أسماء ثقيلة من الصف الإخواني، تخلّت عن الشعارات الإسلامية التقليدية وتبنت مظهرًا مدنيًا جاذبًا للغرب وللشباب. على رأس هؤلاء، يحيى موسى، المتحدث السابق باسم وزارة الصحة في عهد مرسي، والهارب إلى تركيا، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات.

حركة "ميدان" الوجه الجديد للإخوان في مصر.. أسرار مخطط الجماعة من أسطنبول إلى القاهرة
مظاهرات الإخوان

يحيى، الذي وصف اغتيال بركات بأنه “نصر من الله”، عاد إلى المشهد كمُنسق إلكتروني واستراتيجي للحركة، يعمل على الربط بين القيادات في الخارج والخلايا النائمة في الداخل.

إلى جانبه، يظهر أحمد عبد العزيز، المستشار الإعلامي للرئيس الأسبق مرسي، في بثوص مباشرة وتحريضات مموّهة. ويبرز أيضًا خالد إسماعيل كحلقة وصل بين قنوات المعارضة الإلكترونية، إضافة إلى مها عزام، الأكاديمية المصرية في لندن، التي تمارس دورًا استشاريًا واضحًا رغم نفيها الانتماء المباشر للحركة.

تمويل بلا سقف.. ويدٌ تمتد من إسطنبول إلى لندن
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن “ميدان” تحظى بدعم مالي سخي من الجماعة الأم، عبر تنسيق يشرف عليه محمود حسين، أحد أبرز القيادات الإخوانية المقيمة في تركيا. وتُضاف إلى قائمة الممولين شخصيات مثل عزام التميمي، الناشط الإعلامي في لندن، المعروف بنفوذه في المنصات الوقفية والبحثية.

المصادر ذاتها تكشف عن تورط رجال أعمال مصريين معارضين، ممن فقدوا مصالحهم بعد ثورة 30 يونيو، في تمويل المشروع، في محاولة للعودة إلى التأثير من خلال أدوات جديدة.

خطط ناعمة.. وأهداف خفية
رغم المظهر الشبابي المدافع عن الحقوق، إلا أن “ميدان” تخطط لتحركات تُدار بعناية من الخارج، تهدف إلى:

إثارة الغضب الشعبي عبر تضخيم الأزمات الاقتصادية بمنشورات ومنصات إلكترونية.

تشويه صورة مؤسسات الدولة من خلال تقارير مفبركة تُسوّق عبر منظمات دولية.

تحريك الخلايا النائمة داخل مصر وإعطائها تعليمات بتحركات رمزية تُضخّم إعلاميًا.

بناء سردية بديلة في عقول الجيل الجديد، تُعيد إنتاج مشهد 2011 بلغة أكثر نعومة.

التمهيد للعصيان الرمزي والتصعيد العاطفي الذي قد يُفضي إلى اضطرابات حقيقية.

حركة "ميدان" الوجه الجديد للإخوان في مصر.. أسرار مخطط الجماعة من أسطنبول إلى القاهرة
مظاهرات الإخوان

الواجهة: حرية.. والحقيقة: فوضى
بكلمات منمقة وعبارات حقوقية، تسعى “ميدان” لإعادة رسم ملامح مشروع الإخوان في الداخل المصري، مستخدمة أدوات جديدة لجذب تعاطف الغرب، وكسب ثقة شباب لم يعش تفاصيل الماضي.

لكن، خلف هذه اللغة الهادئة، هناك مشروع متكامل لإعادة الحشد، واختبار قدرة الجماعة على التأثير بعد سنوات من التراجع، والاستعداد لموجات تصعيد رمزية في توقيتات حساسة، أبرزها ذكرى 25 يناير.

وفي النهاية
“ميدان” ليست مجرد حركة شبابية.. بل مشروع استراتيجي إخواني يرتدي قناعًا مدنيًا، يتحرك بهدوء تحت وقع الأزمات الإقليمية، ويخطط لبث الفوضى بـ”الريموت كنترول”.. من إسطنبول ولندن إلى قلب القاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى