جندي إسرائيلي يفقد ساقه في حرب غزة.. وجيش الاحتلال يطالبه بتكلفة علاجه ويحرمه من راتبه

لم يكن يوناتان بن حمو، الجندي الإسرائيلي الذي فقد ساقه خلال الحرب على غزة، يتوقع أن معاناته لن تتوقف عند حدود الإصابة، بل ستمتد إلى معركة أخرى ضد جيش بلاده، الذي لم يكتفِ بالتخلي عنه، بل علّق راتبه وأثقل كاهله بالديون، وكأنه يعاقبه على جراحه.
من ميدان القتال إلى قاعات المحاكم
في نوفمبر 2023، كان بن حمو يؤدي خدمته العسكرية شمال قطاع غزة، عندما استهدفت قذيفة “آر بي جي” مركبته، ممزقة ساقه، تاركة إياه أمام واقع جديد لم يكن مستعدًا له. بعد شهور من العلاج، سافر إلى نيويورك لإجراء جراحة متخصصة وتركيب طرف صناعي متطور، في محاولة لاستعادة جزء من حياته التي سُلبت منه على أرض المعركة.
لكن بدلًا من أن يحظى بدعم الجيش الإسرائيلي، فوجئ بمطالبته بسداد 16,500 دولار أمريكي مقابل الأموال التي حصل عليها أثناء فترة علاجه، كما تم تعليق راتبه حتى سداد المبلغ.
إحساس بالخذلان.. الجيش يتنكر لجنوده
عائلة بن حمو لم تخفِ صدمتها من تعامل الجيش مع ابنها، قائلة: “بمجرد أن أصبح غير قادر على القتال، ألقوا به جانبًا وكأنه عبء زائد”. لم يزر أي مسؤول عسكري كبير الجندي المصاب، ولم تقدم له وزارة الدفاع أي دعم مالي، بل تجاهلته تمامًا، مما دفع عائلته لمطاردة المسؤولين بحثًا عن إجابات.
بن حمو نفسه، الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشاد بشجاعته في خطاب أمام الكونجرس الأمريكي العام الماضي، لم يستوعب كيف تحول من “بطل حرب” إلى عبء يُراد التخلص منه. في تصريح مؤلم، قال: “لماذا أشعر أنني مواطن من الدرجة الثانية؟ لقد أمضيت عامًا كاملًا أبحث عن أي شخص في الجيش ليساعدني، لكن لا أحد يهتم”.
آلام مستمرة وقرار جائر
لم تكن مشكلته الوحيدة مع الجيش، فقد كشف أن الطرف الاصطناعي الذي حصل عليه في إسرائيل لم يكن مناسبًا، بل سبب له آلامًا مستمرة وجعله غير قادر على المشي بشكل طبيعي، مما اضطره للسفر إلى الولايات المتحدة للحصول على طرف أكثر تطورًا.
لكن بعد عودته، فوجئ بأن الجيش الإسرائيلي يعتبر غيابه غير مبرر، وخصم 58 يومًا من إجازته، مطالبًا إياه بسداد نحو 60 ألف شيكل، وكأن علاجه لم يكن سوى “إجازة غير قانونية”.

اعتذار بعد فوات الأوان
بعد أن أثارت القصة موجة من الغضب في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اضطر الجيش إلى إلغاء القرار والاعتذار عن “الخطأ”. لكن الاعتذار لم يُعد لبن حمو كرامته، ولم يغير حقيقة أنه مجرد رقم آخر في قائمة طويلة من الجنود الجرحى الذين تخلى عنهم الجيش بمجرد خروجهم من ساحة المعركة.
ما حدث لهذا الجندي يسلط الضوء على الوجه الآخر للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث لا مكان للضعفاء أو المصابين، وحيث يصبح الجندي مجرد أداة، تُرمى فور تعطلها.