مباشر مصر

جريمة الإسماعيلية تكشف خطر العنف الرقمي على الأطفال

 

شهدت مدينة الإسماعيلية حادثًا مأساويًا، بعدما أقدم تلميذ يبلغ من العمر 13 عامًا على قتل زميله وتقطيع جثته بمنشار كهربائي، قبل أن يُلقي الأشلاء في أماكن متفرقة، ما أثار صدمة واسعة وأسئلة حول أثر العنف الرقمي والتفكك الأسري على سلوكيات الأطفال.

 

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم استدرج المجني عليه إلى منزله عقب مشادة بينهما، واعتدى عليه بعصا على الرأس حتى فارق الحياة، ثم استخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثة والتخلص من الأجزاء قرب فرع كارفور بالإسماعيلية. واعترف المتهم بأن طريقة القتل استلهمها من مشاهد أفلام وألعاب إلكترونية تحتوي على عنف وتقطيع، محاولًا تقليد “أبطال اللعبة” في الواقع.

 

وأوضح الدكتور أحمد فهمي، استشاري الطب النفسي، أن الجريمة تمثل نتاجًا مباشرًا للتعرض المفرط للعنف المرئي دون رقابة، حيث يختلط لدى الطفل الخيال بالواقع ويبدأ في تقمص سلوكيات خطرة، مؤكدًا أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يُضعف الحس التعاطفي لدى المراهقين ويزيد تقبّلهم للعنف كوسيلة لحل المشكلات أو إثبات الذات.

 

كما كشفت التحقيقات أن الطفل يعيش مع والده بعد غياب والدته، ما يشير إلى تفكك أسري انعكس على توازنه النفسي والاجتماعي، فغاب الحنان والإشراف التربوي المباشر، مما دفعه للبحث عن بدائل عاطفية في العالم الافتراضي، حيث يتخذ الألعاب والشخصيات الافتراضية قدوةً له.

 

وأشار الدكتور أحمد إلى أن الفعل ناتج عن خلل في ضبط الانفعالات وتبلد وجداني، وأن الجرأة في استخدام أدوات حادة لتقطيع الجثة تعكس ضعف الإحساس بالخطر والذنب، مما يستدعي تقييمًا نفسيًا دقيقًا للطفل لمعرفة ما إذا كان يعاني من اضطراب سلوكي أو عجز في الضوابط الأخلاقية.

 

وأكد أن المدرسة لم تلاحظ مؤشرات عدوانية واضحة، والأسرة لم تراقب محتوى الطفل الرقمي، مما جعل الطفل ينشأ على أبطال العنف الإلكتروني أكثر من القيم الإنسانية، مشددًا على ضرورة برامج الإرشاد النفسي في المدارس ومتابعة الأسرة للأطفال أثناء استخدامهم للألعاب الإلكترونية.

 

وخلص إلى أن مواجهة هذه الظاهرة تحتاج شراكة مجتمعية تشمل الأسرة والمدرسة والإعلام، لتقديم التوعية والإرشاد حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، والحد من تأثير العنف الافتراضي، محذرًا من أن غياب التوازن بين الواقع والافتراض قد يؤدي إلى كوارث إنسانية مستقبلية.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى