العرب والعالم

تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس بعد أكبر حشد عسكري أمريكي في الكاريبي منذ غزو بنما

 

تفاقمت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد نشر البحرية الأمريكية قوة عسكرية ضخمة في جنوب البحر الكاريبي، بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، في خطوة اعتبرها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو محاولة واضحة للإطاحة به من الحكم عبر التهديد العسكري.

وفي أول مؤتمر صحفي دولي له منذ أكثر من عام، قال مادورو من كاراكاس: *”إنهم يسعون لتغيير النظام عبر التهديد العسكري”*، مؤكدًا جاهزية القوات المسلحة لأي طارئ، ومتهمًا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالسعي إلى “تلطيخ يديه بالدماء”.

وتصاعدت الأزمة في 7 أغسطس، عندما أعلنت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي رفع المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار، واصفة إياه بأنه أحد أكبر تجار المخدرات في العالم. وتتهم واشنطن الجيش الفنزويلي بإدارة “كارتل الشمس” لتهريب المخدرات، فيما نفى مادورو هذه المزاعم بشدة.

ومنذ 14 أغسطس، نشرت الولايات المتحدة حشدًا عسكريًا غير مسبوق في المنطقة يشمل الطراد الصاروخي “يو إس إس ليك إيري”، والغواصة النووية “يو إس إس نيوبورت نيوز”، وثلاث مدمرات من فئة “أرلي بيرك”، إضافة إلى سفن هجومية برمائية تحمل أكثر من 4500 عسكري، بينهم 2000 من مشاة البحرية. واعتبر محللون أن هذا الحشد هو الأكبر في أمريكا اللاتينية منذ غزو بنما عام 1989.

وقال مادورو إنه في حال تعرضت بلاده لهجوم أمريكي، فسيعلن “جمهورية مسلحة”، في إشارة إلى نضالات الاستقلال التاريخية في المنطقة. بينما رحبت المعارضة الفنزويلية، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، بالخطوة الأمريكية ووصفتها بأنها “النهج الصحيح” ضد ما أسمته “المؤسسة الإجرامية” في كاراكاس.

وتعتبر واشنطن مادورو زعيمًا غير شرعي رغم فوزه في الانتخابات الأخيرة، في حين أثارت التحركات الأمريكية انقسامًا إقليميًا؛ إذ وصفتها البرازيل وكولومبيا بأنها “مزعزعة للاستقرار”، بينما دعمتها غيانا وترينيداد وتوباغو.

وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة اقتصادية خانقة بفنزويلا، حيث تراجع إنتاج النفط — رغم امتلاكها أكبر احتياطيات مؤكدة عالميًا — بفعل العقوبات الأمريكية والانهيار الهيكلي للقطاع على مدى عقدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى