تراجع أمريكي يثير القلق.. إدارة ترامب توقف تسليم تكنولوجيا حيوية لأوكرانيا وتحولها للقوات الأمريكية

في تطور مفاجئ قد يُحدث تحولًا في مسار الدعم الأمريكي لكييف، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أبلغت الكونجرس سراً الأسبوع الماضي بتحويل صمامات تفجير رئيسية مخصصة لأوكرانيا إلى وحدات القوات الجوية الأمريكية، وهو ما يمثل تراجعاً لافتاً في التزام واشنطن بتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية في مواجهة الهجمات الروسية المكثفة.
صمامات حيوية.. كانت مخصصة لأوكرانيا
الصمامات، والتي تُستخدم في نظام أسلحة القتل الدقيق المتقدم، تُعد من الأدوات الحيوية في إسقاط الطائرات الروسية بدون طيار، حيث يُفعل “صمام القرب” التفجير بمجرد اقتراب الصاروخ من الهدف. وكانت الولايات المتحدة قد وفرت هذه التقنية لأوكرانيا منذ سنوات ضمن مبادرة المساعدة الأمنية التي سمحت بإنفاق مليارات الدولارات لشراء أسلحة ومكونات دفاعية.
إلا أن القرار الجديد بتحويل هذه الصمامات إلى القوات الأمريكية، وبالأخص الجوية، جاء تنفيذاً لمذكرة داخلية أصدرها وزير الدفاع بيت هيجسيث الشهر الماضي، والتي أكدت أولوية تأمين احتياجات القوات الأمريكية، خاصة في مناطق التوتر مثل الشرق الأوسط، وسط تهديدات من الحوثيين واحتمال هجمات إيرانية بطائرات مسيرة.
ترامب يُعلن: روسيا سترد بقوة
الخطوة الأمريكية جاءت بعد تصريحات نارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغه خلاله بأن موسكو ستوجه ضربات عنيفة إلى أوكرانيا، رداً على ما وصفه بهجمات “شبكة العنكبوت”، وهي سلسلة من العمليات الأوكرانية الأخيرة التي يبدو أنها أثارت استياء الكرملين بشدة.
هذه التصريحات رفعت منسوب التوتر، وأضعفت الآمال في وقف الحرب التي اندلعت منذ أوائل عام 2022، مع تصاعد المخاوف من تصعيد روسي شامل في ظل تخفيف الدعم العسكري الأمريكي.
تحذير للناتو وأولويات جديدة للبنتاجون
في سياق موازٍ، وجه وزير الدفاع الأمريكي تحذيراً واضحاً إلى حلفاء بلاده في الناتو، داعياً إياهم لتحمل الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية المستقبلية لأوكرانيا، معلناً أن منطقة غرب المحيط الهادئ باتت “مسرح العمليات ذو الأولوية” للبنتاجون، في إشارة واضحة إلى تحويل التركيز الاستراتيجي نحو مواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
انتقادات في الكونغرس وتحذيرات من التأثير على كييف
ورغم أن بعض المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن للبنتاجون المرونة القانونية لاتخاذ مثل هذا القرار بموجب قوانين الإنفاق الطارئ، إلا أن عدداً من أعضاء الكونغرس المؤيدين لأوكرانيا أعربوا عن قلقهم الشديد من تداعيات هذه الخطوة، محذرين من أنها قد تُضعف قدرة الدفاع الجوي الأوكراني في التصدي للهجمات الروسية.
وقالت سيليست والاندر، المسؤولة السابقة في البنتاجون خلال إدارة بايدن، إن هذه الصمامات تمثل “قدرة ملحة وحيوية” لأوكرانيا، مشيرة في الوقت ذاته إلى التهديدات الأمنية التي تواجهها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ما يجعل القرار محاطًا بتعقيدات استراتيجية.
إدارة ترامب تمتنع عن إرسال مساعدات إضافية
الجدير بالذكر أن إدارة ترامب ورثت سلطة إرسال مساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 3.85 مليار دولار من مخزونات البنتاجون إلى أوكرانيا، لكنها امتنعت عن استخدام هذه الصلاحية، ولم تطلب تمويلاً إضافيًا لمواصلة دعم كييف عبر مبادرة المساعدة الأمنية.
ختام
في ظل التراجع الأمريكي الجديد، تجد أوكرانيا نفسها أمام تحديات متزايدة في الدفاع عن أجوائها وسط تصعيد روسي محتمل، بينما تتجه واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها العسكرية على الساحة الدولية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل الدعم الغربي لكييف ومصير الحرب في شرق أوروبا.