تحذير طبي: 3 أضعاف كافيين القهوة في مشروبات الطاقة يهدد صحة ملايين الشباب

المتن:
تشهد السنوات الأخيرة انتشارًا مقلقًا لمشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين في مصر، وسط تحذيرات طبية متزايدة من خطورة الإفراط في تناول هذه المشروبات التي تخفي خلف مظهرها الجذاب أضرارًا صحية جسيمة.
وأوضحت الدكتورة عزيزة ثروت، الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، أن مشروبات الطاقة تحتوي في تركيبتها على نسب عالية من الكافيين تصل في بعض الأنواع إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه القهوة التقليدية، إلى جانب السكر والجلوكورونولاكتون والتورين والجوارانا والأمينو أسيد، وبعض المستخلصات النباتية والفيتامينات والجنسينج.
وأشارت إلى أن تسويق هذه المشروبات يعتمد على استهداف الشباب والمراهقين بإعلانات جذابة تربط بين تناولها وبين زيادة النشاط البدني والتفوق الذهني، خصوصًا قبيل الامتحانات أو أثناء ممارسة الرياضة، في ظل سهولة توافرها في الأسواق والمحال التجارية.
لكن على الجانب الآخر، شددت الدكتورة عزيزة على أن مشروبات الطاقة تشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا حال الإفراط في تناولها، حيث تشمل آثارها السلبية: زيادة معدل ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، القلق والتوتر، اضطرابات النوم، الإدمان النفسي على الكافيين، وأمراض الكبد والكلى، فضلًا عن مضاعفات خطيرة لمرضى السكري والمراهقين في مراحل النمو.
وطالبت بضرورة تدخل الجهات المختصة لوضع ضوابط صارمة لبيعها، من خلال منع بيعها لمن هم دون 18 عامًا، حظر توزيعها داخل المدارس والجامعات، فرض ضرائب خاصة على الشركات المنتجة، وإلزامها بوضع تحذيرات واضحة على العبوات، مع التشديد على خطورتها بالنسبة للحوامل والأطفال.
وأشارت إلى أن الإعلام يلعب دورًا مزدوجًا، فهو يساهم من جهة في الترويج الواسع لمشروبات الطاقة عبر الإعلانات والمنصات الرقمية، لكنه في المقابل يمكن أن يؤدي دورًا توعويًا كبيرًا بعرض تجارب حقيقية لأشخاص تضرروا من تناولها، وتسليط الضوء على مخاطرها الصحية.
وأكدت أن البدائل الصحية للحصول على النشاط والتركيز متوفرة وبسيطة، مثل الماء البارد مع الليمون، العصائر الطبيعية، المكسرات الغنية بأوميجا 3، الشاي الأخضر، التمارين الصباحية والتنفس العميق، مع أهمية الالتزام بالتغذية السليمة والنوم الكافي.
وفي ختام تصريحاتها، شددت على ضرورة تعاون الإعلام مع مراكز البحث العلمي لتطوير بدائل طبيعية آمنة، وإطلاق حملات توعية شاملة تستهدف الأسرة والشباب لمواجهة ظاهرة انتشار مشروبات الطاقة التي لم تعد مجرد موضة عابرة، بل أصبحت تهديدًا صريحًا للصحة العامة في المجتمع.