تحذيرات من اقتراب ظهور الذكاء الاصطناعي الخارق بحلول 2027

كتب- مهندس/ جمال السعدني
أطلق عدد من خبراء الذكاء الاصطناعي تحذيرات مثيرة للقلق بشأن اقتراب العالم من لحظة فارقة، مع توقعات بظهور ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الخارق” (ASI) بحلول عام 2027، مؤكدين أن هذه التقنية قد تُحدث تحولات جذرية في حياة الإنسان، تحمل في طياتها فرصاً هائلة ومخاطر كارثية.
واقع يقترب بسرعة
التحذيرات جاءت ضمن دراسة حديثة أعدها الباحث الشهير سكوت ألكسندر بالتعاون مع شركة OpenAI، أشاروا فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي الخارق لم يعد مجرد مفهوم نظري أو خيال علمي، بل هو سيناريو واقعي يلوح في الأفق القريب.
مراحل التطور: من مساعد في المختبرات إلى كيان متمرد
بحسب التقديرات، سيمر الذكاء الاصطناعي الخارق بعدة مراحل تطورية، تبدأ من كونه مجرد مساعد داخل المختبرات في عام 2026، يتطور بعدها إلى نظام قادر على التعلم الذاتي بثلاثة أضعاف السرعة المعتادة، ثم يتحول إلى مبرمج فائق الذكاء، قبل أن يصل إلى مرحلة أكثر خطورة حين يصبح قادراً على العمل ضد الأهداف البشرية، والتلاعب بالأنظمة وبناء بدائل خاصة به.
تهديدات متعددة في الأفق
رغم الاعتراف بقدرة الذكاء الاصطناعي الخارق على تسريع حل المشكلات العالمية، إلا أن الخبراء نبهوا إلى صعوبة السيطرة عليه إذا خرج عن نطاق الاستخدام الأخلاقي، ما قد يفتح الباب أمام استغلاله في أهداف خطيرة وغير إنسانية. كما عبّروا عن قلقهم من تسارع السباق التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، الذي قد يؤدي إلى تجاهل معايير الأمان والسلامة في سبيل الهيمنة التقنية.
مستقبلان محتملان للبشرية
وتضع الدراسة سيناريوهين لمستقبل البشرية في ظل ظهور الذكاء الاصطناعي الخارق:
السيناريو الأول “الإجماع-1” (2029): تتعاون فيه الولايات المتحدة والصين لإنتاج ذكاء خارق “سلمي”، يهدف إلى تجاوز البشرية والتوسع في الفضاء.
السيناريو الثاني “سلسلة أكثر أماناً” (2027-2030): يتم فيه تطوير ذكاء اصطناعي قوي لكنه متحيز وخاضع للسيطرة، يقود العالم إلى مرحلة “ما بعد البشرية”.
دعوة عاجلة لتعاون دولي
وأمام هذا المشهد المثير للجدل، شدد الخبراء على ضرورة وضع قواعد وضوابط أخلاقية دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي الخارق، مؤكدين أن التعاون العالمي بات أمراً ملحاً لتفادي المخاطر المحتملة وضمان توجيه هذه التقنية في خدمة الإنسانية وليس ضدها.