بيومي فؤاد يخرج من عباءة الكوميديا في “قهوة المحطة”.. ويكشف كواليس المسلسل

نجح الفنان بيومي فؤاد في ترسيخ اسمه كأحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر، لكنه يبتعد هذه المرة عن الضحك ليأخذ الجمهور إلى عالم درامي مشوق من خلال مسلسل “قهوة المحطة”، حيث يجسد شخصية صاحب مقهى في رمسيس، وهو دور يحمل أبعادًا اجتماعية وإنسانية تتجاوز مجرد كونه “معلم قهوة”.
وفي حوار صحفي، كشف بيومي فؤاد عن كواليس تحضيره للدور، والتحديات التي واجهها في تجسيد شخصية صعيدي نشأ في القاهرة، إضافةً إلى سر قراره بعدم معرفة هوية القاتل داخل المسلسل حتى يعيش المفاجأة مع الجمهور.
كما تحدث عن رؤيته لصعود المواهب الشابة، وتأثير السوشيال ميديا على صناعة الدراما، وأسباب اكتفائه بعمل واحد هذا العام.

ابتعاد عن الكوميديا وتجربة جديدة
أوضح بيومي فؤاد أن خوضه هذه التجربة جاء عن قصد، حيث أراد الابتعاد عن الأدوار الكوميدية المعتادة، مضيفًا: “حينما عُرض عليَّ الدور تحمست له، خاصة أنه من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج إسلام خيري، وهما اسمان كبيران في عالم الدراما.”
وعن تفاصيل شخصية “المعلم رياض”، قال إنها ليست مجرد صاحب قهوة، بل رجل يواجه تحديات اجتماعية وصحية، بالإضافة إلى جريمة قتل تقع منذ الحلقة الأولى، ما يضفي على الأحداث طابعًا غامضًا ومثيرًا.

التحدي الأكبر.. اللهجة الصعيدية
أكد بيومي فؤاد أن الشخصية تحمل ملامح صعيدية، لكنها نشأت في القاهرة، مما تطلب تقديم لهجة خاصة تختلف عن الصعيدي التقليدي، مضيفًا: “كنت حريصًا على اختيار الألفاظ بعناية، وأعدت بعض الجمل أكثر من مرة حتى أخرجها بالشكل الصحيح، وكان لدينا مصحح لهجة يساعدني طوال الوقت.”
وأشار إلى أن فترة التحضير استمرت أكثر من شهر، حيث خاض فريق العمل بروفات مكثفة لمناقشة تفاصيل الشخصيات، مؤكدًا أن حتى الممثلين أنفسهم لم يكونوا على علم بهوية القاتل، وهو ما جعله يقرر عدم السؤال عنها ليعيش المفاجأة مع الجمهور.
بين السوشيال ميديا والترويج الجديد للدراما
وحول الترويج المختلف للمسلسل عبر مسابقة بقيمة مليون جنيه لمن يكتشف القاتل، أكد بيومي فؤاد أنه ليس من عشاق السوشيال ميديا، لكنه يدرك تأثيرها اليوم، مشيرًا إلى أن بعض الأساليب قد تُشوه قيمة الأعمال الفنية، مضيفًا: “لا أحب فكرة شراء التريند، لكن المسابقات فكرة جيدة إذا كانت حقيقية.”

المواهب الصاعدة.. هل تغيرت صناعة الدراما؟
وأشاد بظهور جيل جديد من الممثلين مثل أحمد غزي، عصام عمر، أحمد مالك، وطه الدسوقي، معتبرًا أن مصر مليئة بالمواهب التي تحتاج إلى الفرصة المناسبة.
كما أبدى إعجابه بالمخرج إسلام خيري، الذي وصفه بأنه صاحب رؤية واضحة، ويجيد استخراج أداء مميز من الممثلين.

لماذا اكتفى بعمل واحد هذا العام؟
كشف بيومي فؤاد أنه رفض عدة أعمال هذا العام، مفضلًا التركيز على “قهوة المحطة”، حيث قال: “كنت حريصًا على تقديم عمل قوي ومختلف، ووجدت ما أبحث عنه في هذا المسلسل.”
القهوة.. أكثر من مجرد مكان
واعتبر بيومي فؤاد أن المسلسل يعكس واقع حياة البسطاء وأحلامهم، مشيرًا إلى أن القهوة ليست مجرد مكان، بل مجتمع مصغر يضم كل الفئات، حيث يجتمع فيه المثقف والحالم والفقير، وهو ما جعل نجيب محفوظ يكتب من مقاهي القاهرة.
وفي ختام حديثه، أكد أن التجربة كانت مليئة بالتحديات والإبداع، معربًا عن أمله في أن ينال العمل إعجاب الجمهور، وأن يكون نقطة تحول في مشواره الفني نحو أدوار أكثر تنوعًا وعمقًا.