بـ117 طائرة مسيّرة.. أوكرانيا تُنفّذ هجومًا بـ7 مليارات دولار في العمق الروسي

في عملية وصفت بأنها الأضخم منذ اندلاع الحرب، نفّذت أوكرانيا ضربة عسكرية جوية غير مسبوقة داخل العمق الروسي، استهدفت فيها قواعد ومطارات تضم قاذفات استراتيجية، وأسفرت عن تدمير 41 طائرة حربية روسية، وسط تقديرات بخسائر مادية بلغت نحو 7 مليارات دولار، وفقًا لما أعلنته أجهزة الأمن الأوكرانية.
العملية التي استغرقت عامًا ونصف من التخطيط، وتم تنفيذها خلال ساعات معدودة، وصفتها وسائل إعلام غربية بـ”بيرل هاربر روسيا”، في إشارة للهجوم الياباني الذي غيّر مجرى الحرب العالمية الثانية.
خطة “شبكة العنكبوت”
بحسب صحيفة “كييف إندبندنت”، بدأ التحضير للعملية قبل أكثر من 18 شهرًا من قبل جهاز الأمن الأوكراني، بهدف إضعاف القدرة الروسية على توجيه ضربات جوية إلى المدن الأوكرانية. وأطلق على العملية اسم “شبكة العنكبوت”، إذ اعتمدت على تهريب طائرات مسيّرة متقدمة من نوع FPV (نظام رؤية الشخص الأول) إلى داخل الأراضي الروسية، باستخدام شاحنات مدنية أخفت الطائرات تحت أسطح خشبية متحركة.
كما عمدت المخابرات الأوكرانية إلى تهريب أكواخ سكنية متنقلة إلى الريف الروسي، تُستخدم كغطاء لتخزين الطائرات المسيّرة، والتي وُضعت لاحقًا داخل حاويات مستطيلة نُقلت عند ساعة الصفر إلى محيط المطارات المستهدفة.
هجوم متزامن على 4 مطارات
في الوقت المحدد، أُطلقت الطائرات المسيّرة من الحاويات عن بُعد، واستهدفت القواعد الجوية الروسية في “بيلايا” بإيركوتسك، و”أولينيا” في مورمانسك، و”دياجليفو” في ريازان، و”إيفانوفو” في منطقة إيفانوفو. وأظهرت لقطات مصوّرة احتراق أربع قاذفات Tu-95 وطائرة شحن An-22 في قاعدة أولينيا الجوية.
خسائر باهظة في القوة الجوية الروسية
أوضحت التقارير أن الهجوم أدى إلى تدمير أو إعطاب 41 قاذفة استراتيجية روسية، من طراز Tu-95 وTu-22، بالإضافة إلى إصابة طائرة الإنذار المبكر A-50 ذات الأهمية الكبرى في عمليات القيادة والسيطرة، وهو ما اعتبره مراقبون ضربة موجعة للقوة الجوية الروسية.
ووفقًا لجهاز الأمن الأوكراني، عطلت العملية 34% من قاذفات الصواريخ المجنحة الروسية في قواعدها الجوية الرئيسية، ما يمثل نكسة كبيرة للقدرات القتالية بعيدة المدى لدى موسكو.
117 طائرة مسيّرة وعودة آمنة للمشاركين
وفي كلمة له، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العملية استخدمت فيها 117 طائرة مسيّرة، وتم تنفيذها بعد عام وستة أشهر وتسعة أيام من التخطيط. وأكد زيلينسكي أن جميع المشاركين تم سحبهم من الأراضي الروسية بأمان، مؤكدًا أن العملية “ستُدرَّس في كتب التاريخ العسكري”.
رسالة أوكرانية قبل محادثات السلام
تأتي العملية بالتزامن مع اقتراب موعد جولة جديدة من محادثات السلام بين موسكو وكييف في تركيا، ما اعتبره مراقبون رسالة ضغط واضحة من أوكرانيا، تؤكد أنها قادرة على ضرب أهداف عسكرية حساسة داخل العمق الروسي.
الاستخبارات الأوكرانية من جانبها تعهّدت بمواصلة استهداف روسيا “في البحر والجو والبر، وحتى من تحت الأرض”، مشددة على أن موسكو هي من بدأت الحرب، وعليها أن تتحمل تبعاتها.
وصف محللون غربيون العملية بأنها “تغيير جذري في قواعد الاشتباك”، واعتبروا أن أوكرانيا أثبتت قدرتها على اختراق العمق الروسي والتأثير مباشرة في أدوات الحرب الجوية الروسية، ما قد يعيد رسم مسار الصراع خلال المرحلة المقبلة.