تقارير وتحليلات

بعد حريق سنترال رمسيس.. وزارة الاتصالات تكشف حجم شبكة السنترالات في مصر لاستمرار الخدمات

 

أعاد الحريق الذي شبّ مؤخرًا في سنترال رمسيس، أحد أقدم السنترالات التاريخية في قلب القاهرة، تسليط الضوء على مدى قوة وانتشار شبكة الاتصالات الأرضية في مصر، ومدى اعتماد الدولة عليها في تقديم خدمات الهاتف الثابت والإنترنت.

وفي هذا السياق، كشفت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن أن عدد السنترالات في مصر بلغ 1676 سنترالًا موزعين على مستوى الجمهورية، حتى نهاية مارس 2025، بسعة إجمالية تصل إلى 18.59 مليون خط، منها 13.37 مليون خط نشط قيد الاستخدام، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الهاتف الأرضي في مصر، بحسب الوزارة.

كما أظهرت البيانات أن عدد اشتراكات الإنترنت الأرضي في مصر بلغ 11.87 مليون اشتراك، في إشارة واضحة إلى ارتفاع الاعتماد على خدمات الاتصالات الثابتة سواء في المنازل أو المؤسسات.

وزير الاتصالات: لا نعتمد على سنترال واحد.. والخدمة لم تتأثر
من جانبه، طمأن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المواطنين بأن الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس لم يؤثر على الخدمة القومية، مؤكدًا أن مصر لا تعتمد على سنترال رمسيس كمركز رئيسي وحيد، بل يوجد نظام شبكي متكامل من السنترالات يخدم كل منطقة على حدة.

وأوضح الوزير أن هذه البنية تُمكّن الدولة من توزيع الأحمال واستمرارية الخدمة حتى في حال حدوث طارئ في أحد المواقع، وهو ما ظهر بوضوح في نجاح الشبكة في احتواء تأثير الحريق دون تعطيل خدمات الاتصالات للمواطنين.

استثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار لتحديث الشبكة
وترتكز منظومة الاتصالات في مصر على خطة تطوير شاملة انطلقت منذ عام 2018، عبر الشركة المصرية للاتصالات، باستثمارات تجاوزت 3 مليارات دولار، تعتمد بشكل رئيسي على تكنولوجيا الألياف الضوئية، ما أسهم في رفع كفاءة الشبكة وتحملها للضغوط، خاصة خلال فترة العزل المنزلي إبان جائحة كورونا، والتي شهدت تضاعفًا في استخدام الإنترنت بنسبة 100%.

وانعكست تلك الجهود بوضوح على أداء الخدمة، حيث قفزت سرعة الإنترنت الأرضي في مصر من 5.3 ميجابت/ثانية في ديسمبر 2017 إلى 85.64 ميجابت/ثانية في أبريل 2025، أي أكثر من 16 ضعفًا خلال سبع سنوات فقط.

التحول الرقمي والتعليم على رأس الأولويات
وفي إطار مشروع التحول الرقمي، تنفذ وزارة الاتصالات مشروعًا ضخمًا لربط نحو 31.5 ألف مبنى حكومي بشبكة الألياف الضوئية، وتم حتى الآن الانتهاء من ربط 20 ألف مبنى بالفعل، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الحكومية حتى في حال انقطاع الإنترنت التجاري.

وامتد التطوير أيضًا إلى قطاع التعليم، حيث تم توصيل الإنترنت فائق السرعة إلى 2563 مدرسة ثانوية على مستوى الجمهورية، باستخدام نفس تكنولوجيا الألياف الضوئية، في خطوة تستهدف تعزيز التعليم الرقمي وضمان وصول الطلاب إلى مصادر المعرفة بشكل سريع وآمن.

شبكة احتياطية وخطة مدروسة
ما حدث في سنترال رمسيس كشف عن قدرة الشبكة القومية على الصمود أمام الطوارئ بفضل وجود خطة احتياطية مدروسة ومنظومة توزيع ذكية، تؤكد أن مصر باتت تمتلك بنية تحتية رقمية متماسكة، تدعم رؤية الدولة في التحول الرقمي الشامل، وتوفر خدمات اتصالات أكثر كفاءة واستقرارًا للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى