تقارير وتحليلات

بدء مخطط تقسيم سوريا.. أحمد الشرع يواجه ميليشات مخلوف وتهديدات قسد.. والساحل يشتعل

في مشهد يعكس عمق الأزمة السورية المتجددة، يجد الرئيس الجديد أحمد الشرع نفسه محاصرًا بين قوتين متناحرتين تهددان وحدة البلاد واستقرارها:
رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السابق بشار الأسد، الذي رفع راية التمرد في الساحل السوري، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تكثف مساعيها لفرض واقع لا مركزي في الشمال الشرقي.

بين هذين الضغطين المتقابلين، تبدو وحدة سوريا مهددة أكثر من أي وقت مضى، وسط تساؤلات عن قدرة الشرع على الحفاظ على تماسك الدولة وإفشال مخططات التقسيم.

بدء مخطط تقسيم سوريا.. أحمد الشرع يواجه ميليشات مخلوف وتهديدات قسد.. والساحل يشتعل

رامي مخلوف.. ورقة الساحل المشتعلة
في تطور مفاجئ، أعلن رامي مخلوف عبر بيان نشره على صفحته الرسمية تشكيل فصيل مسلح ضخم في منطقة الساحل السوري.
مخلوف، الذي كان يعد من أعمدة النظام السابق اقتصاديًا، انقلب اليوم ليصبح أحد أكبر معارضيه ميدانيًا.

وأكد مخلوف أن قواته، التي بلغ تعدادها بحسب تصريحاته 150 ألف مقاتل نخبة إلى جانب قوة احتياطية مماثلة، تهدف إلى “حماية أهل الساحل”، متهمًا النظامين السابق والحالي بتهميش هذه المنطقة وتركها عرضة للدمار.

الأخطر في تصريحات مخلوف كان دعوته العلنية إلى تدخل روسيا الاتحادية لرعاية الإقليم الساحلي، وهو ما اعتبره مراقبون طلبًا ضمنيًا لتدويل جزء من الأراضي السورية، وشرعنة كيان منفصل تحت غطاء حماية السكان المحليين.

بدء مخطط تقسيم سوريا.. أحمد الشرع يواجه ميليشات مخلوف وتهديدات قسد.. والساحل يشتعل
رامي مخلوف

قسد.. ضغط ميداني وسياسي في الشرق
في موازاة تصعيد الساحل، عقدت قوى كردية مؤتمر “الوحدة الكردية” في القامشلي، حيث تبنّت وثيقة تدعو إلى إقامة نظام لا مركزي برلماني، يضمن حكمًا ذاتيًا للمناطق ذات الغالبية الكردية.

الرئاسة السورية، برئاسة أحمد الشرع، ردت بقوة على هذه التحركات، مؤكدة أن أي محاولة لفرض أمر واقع تحت مسمى الفيدرالية أو الإدارة الذاتية مرفوضة بالكامل، وأن وحدة الأراضي السورية “خط أحمر”.

ومع ذلك، تبقى قوة قسد العسكرية وتحالفاتها الإقليمية والدولية ورقة ضغط ثقيلة على طاولة الشرع، مما يزيد تعقيد الموقف السياسي والعسكري في البلاد.

بدء مخطط تقسيم سوريا.. أحمد الشرع يواجه ميليشات مخلوف وتهديدات قسد.. والساحل يشتعل
قوات قسد

أحمد الشرع.. تحديات السلطة ومخاطر الانقسام
منذ توليه الحكم، رفع أحمد الشرع شعار الحفاظ على وحدة سوريا واستعادة سيادتها على كامل التراب الوطني.
لكن الأحداث الأخيرة وضعت أمامه تحديات جسيمة:
تفكك داخلي بفعل الحركات المسلحة الجديدة.

خطر تدويل الملف السوري في الساحل والشمال الشرقي.

تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الاحتقان الشعبي واحتكار الموارد.

ويرى مراقبون أن أمام الشرع خيارات صعبة، بين انتهاج الحلول الأمنية الخشنة أو الانفتاح على حوارات سياسية واسعة، لإعادة لمّ شمل البلاد وتحييد القوى المسلحة الطامحة للنفوذ الذاتي.

بدء مخطط تقسيم سوريا.. أحمد الشرع يواجه ميليشات مخلوف وتهديدات قسد.. والساحل يشتعل

خيارات الشرع.. بين المواجهة والمصالحة
تشير التقديرات إلى عدة سيناريوهات محتملة:
مواجهة مباشرة مع فصيل مخلوف، رغم المخاطر العالية لاحتمال انفجار الوضع في الساحل.

التفاوض مع قسد عبر وسطاء إقليميين لاحتواء مطالبهم ضمن إطار الدولة الموحدة.

الاستعانة بالحلفاء التقليديين مثل روسيا وإيران لإعادة فرض السيطرة، مع ما يحمله ذلك من تبعات داخلية وخارجية.

في كل الأحوال، تبدو مهمة أحمد الشرع في إدارة المشهد السوري أكثر تعقيدًا مما واجهه أسلافه، وسط مشهد إقليمي ودولي متغير لا يرحم الضعفاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى