نعيش الآن فى أخطر مرحلة من مراحل النصب التى تستخدم التكنولوجيا الحديثة فى الإيقاع بالضحايا، وهى مرحلة النصب على المصريين العائدين الي ارض الوطن بعد غربة قضاها بالعمل في دول الخليج ودعوة الي العبور الي استثمارات افريقيا
فالأحداث سريعة ومتلاحقة، فى مسلسل مستمر على المغتربين وسرقة اعمارهم قبل اموالهم ؛ حتى وصل الأمر لجمع مليار دولار توظيف اموال وهذا هو المعلن فى قضية العبور نحو أفريقيا ، ثم نفاجأ باستغاثات وصرخات المغتربين برسائل تصل لي عبر الماسنجر وقضايا جديدة ستشهدها المحاكم
الأمر الخطير هو أنه لا أحد يتعظ ونفاجأ بنوع من النصب الإلكترونى من خلال منبر احدهم ( الفيس بوك ) يسمى م . س والأرقام التى ذكرتها النيابة العامة مبدئيًا ملايين الدولارات وما خفى كان أعظم.
السؤال المحير والعجيب هو: لماذا يقع المصريون بين الحين والآخر ضحايا لعمليات نصب منظمة بداية من شركات توظيف الأموال ومرورًا بالمستريحين الجدد ووصولًا الي دول افريقية توظيف اموال أيضًا تحت مسمي( المرتزقة الجدد)عبر الحدود
فالمبالغ التى دفعها المغتربين تدعو للحسرة والغضب، خصوصًا أن تركيبة المواطن المصرى كانت محصنة ضد أى نوع من أنواع الفساد والنصب المادى..
فماذا حدث؟!
الأمر يحتاج الي التنسيق وتضافر الجهود وتعرية مثل هؤلاء ليصبحوا عبرة لمن تسول نفسه للنصب المستمر، أم أن سماسرة النصب يبتدعون ويبدعون بحيل وأفكار جديدة تلائم المتغيرات التى يمر بها العالم؟ فبالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المصريون بسبب سماسرة الأزمات والحروب والمحتكرين الجدد والمافيا الجديدة التى أصبحت تشكل «لوبى خطير» على المغتربين المصرىين ولم يسبق لاي منهم مقابلتهم ولو مرة واحدة فى حياتهم وبينهم غير مصريين /عرب كما كشفت التحقيقات؟ رغم أن هذه الأموال لم يجمعها أصحابها بسهولة، بل هى نتاج سنوات من الغربة والشقاء أو سنوات من العمل الكادح !!!لا سيما أنهم يسمعون ليل نهار عن مبالغ خرافية يجنيها بعض المرتزقة الجدد من مواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت وبالًا على المصريين وهدمت كثيرًا من القيم والثوابت الاجتماعية فى ظل أحداث سريعة وجرائم عديدة الاتجاهات وعابرة للبلاد والعباد.
فالمحتالون والنصابون الجدد يقومون بإغراء ضحاياهم بأرباح خرافية فى البداية مقابل مبالغ بسيطة، وعندما يجد بعض المصريين أرباحًا فعلية يقومون بالاشتراك بمبالغ أكبر ليجنوا أرباحًا أكثر؛ ما يخلق نوعًا من الطمأنينة والأمان، فيقوم هؤلاء الضحايا بنشر الخبر بل إقناع أقاربهم ومعارفهم للاستفادة من هذه الأرباح الخرافية التى تكون عادة أضعاف فوائد البنوك، وهذا الأسلوب فى النصب معروف عالميًّا بـ(سلسلة بونزى للنصب)؛ نسبة إلى النصاب الأكبر (تشارلز بونزى) الذى ذاع صيته واسمه فى التاريخ الأمريكى، بأنه كان صاحب فكرة واختراع (الدفع للضحايا من أموال الضحايا) لإقناع ضحايا جدد بدفع المزيد من أموالهم؛ حتى تنفجر فقاقيع الوهم فى وجه هؤلاء الضحايا الذين دفعوا (شقا عمرهم) برضائهم ورغبتهم المبنية عادة على الطمع وشهوة الربح السريع، وضرب كل اللوائح والقوانين والثوابت عرض الحائط للحصول على أكبر مكسب مادى يشفى طمعهم بالمتغيرات الاجتماعية سواء من الداخل أو الخارج.
ولكن الخطير فى هذه القضية والذى يجب أن يدق جرس إنذار للجميع وأن يحرك الإعلام والصحافة لأنه يضرب الاقتصاد المصرى فى العمق، ولا أستبعد أن تكون هذه الخلايا العفنة على تواصل مع الخلايا الإخوانية، من خلال رصد ما يجرى من حقائق وتجاربهم ، ومحاولة خلق أزمات وشائعات فى العمق المصرى، وهى ما تسمى بالحروب النفسية والاجتماعية وليس حروب الجيل الرابع أو الخامس، بل هى حروب الجيل العاشر.
وهذا الاختراق المادى الجديد يحظى بدعم من شبكات داخلية وخارجية لمحاولة ضرب الجبهة الداخلية للمصريين الذين كانوا يمتازون بالوعى الجمعى القادر على كشف هؤلاء النصابين الجدد، الذين أصبحوا خطرًا حتى على البنية المجتمعية، ويكفينا «المستريحين الجدد» وشبكات النصب الإلكترونية الذين أصبحنا نسمع عنهم كل يوم، حتى أصبحوا حديث الشعب المصرى، وهم الوجه الآخر للمحتكرين الذين يضاربون بأسعار كل شىء من السلع الغذائية وحتى حديد التسليح، وهم للأسف الشديد بالقانون يغتالون القانون من خلال ثغراته.
ولا بد فى هذه الأزمة التى تمر بها مصر والعالم أن يكون هناك حساب رادع وحقيقى بإعلان أسماء من يتاجرون بقوت الشعب وأموال المصريين على شاشات الفضائيات، وإعدامهم فى ميدان عام؛ حتى يكونوا عبرة فى الداخل والخارج.
وأخيرًا أقولها إنه يجب على الحكومة والبنك المركزى أن يكون لهما دور حقيقى فى توعية المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعى وفى الإعلام؛ لأن آلة النصب أصبحت أقوى من الدعاية للاستثمار. وضع اربعون خطً تحت المرتزقة الجدد
ويا شعب مصر العظيم.. يجب أن تستثمروا أموالكم فى صناديق استثمارية آمنة، لدى البنوك، وعدم السعى وراء الربح السريع وشبكات هؤلاء للنصب والاحتيال؛ لأنها أصبحت أخطر من شبكات التجسس، زمام الأمور ان فلتت لاقدر الله فلن يسيطر عليه أحد والضحية هم المصريون جميعًا .
وأخشى أن نصحو غدًا ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم على طريقة نصب جديدة باسم الدين